فريد عبد الوارث يكتب : " علقمي بغداد و علقمي السودان .. خبتم و خاب مسعاكم

تذكر لنا كتب التاريخ سيرة " إبن العلقمي وزير الخليفة العباسي  المستعصم، و الذي رتبَ مع " هولاكو " قتل الخليفة و احتلال " بغداد " و ذلك على أمل أن يسلمه " هولاكو " إمارة المدينة، إلا أن هولاكو قام بإهانته و قتله بعد تدمير بغداد ، و يقول الزركلي عن مقتله : و هناك روايات بأن مؤيد الدين –يعني ابن العلقمي- أهين على أيدي التتار، بعد دخولهم، و مات غما في قلة و ذلة !!  و قد كانت نتيجة خيانته سقوط بغداد و بقي السيف في بغداد بضعة و ثلاثين يوما، و قد قتل التتار من أهلها -حسب بعض الروايات - مليون و ثمان مائة ألف نفس . 
كان ذلك في أيام التتار و الذين كانوا يمثلون عدوا خارجياً يهدف للقضاء على الأديان و احتلال الأوطان عبر إسالة أنهارا من دماء أبنائها ، أما اليوم فقد عاد من " إبن العلقمي " آلاف النسخ و الأشخاص ! غير أن أبرزهم ذلك القابع في " أبو ظبي " يخطط و ينفذ أجندة تدمير الدول العربية بكل اجتهاد و سخاء ! مطبقا الفكر الصهيوني على حساب أرواح الأبرياء في أي مكان غربا أو شرقاً شمالاً أو جنوباً ! عله ينال مكاناً في التاريخ كما يصور له عقله المريض و أهواءه ، غير أنه قد نال مكانا في مقدمة الصفوف بين الخونة و سار على درب " إبن العلقمي " . 
و هو ما ذكرته سفيرة السودان في تايلاند " سناء الحمد " حين وجهت خطاباً قوياً جدًّا لشيطان العرب قالت فيه : 
" لقد دخلت التاريخ، و نجحت في إزاحة إبن العلقمي و نلت مقاماً لم يبلغه أحد في التاريخ الإسلامي" !
و قد صدقت فيما قالت فإبن العلقمي خان مرة واحدة في بغداد أما الشيطان فقد خان مراراً في معظم البلدان العربية في العلن دون مواربة !! 
و ها هي " السودان " تصبح على فوهة بركان قد يقضي على الأخضر و اليابس و لا يبقي مكاناً آمناً و لا أحدا بعيدا عن الموت و الدمار ! حيث تطل الحرب الأهلية على كافة أرجائها ، و ذلك بفضل الدعم الغير محدود من الخونة لقوات الدعم السريع بقيادة " لص الإبل " المدعو " حميدتي " و المرتزقة الذين يقاتلون في صفوفه . 
فالمعدات العسكرية الحديثة التي تحارب بها قوات الدعم السريع المتمردة على الجيش الوطني السوداني تأتي كلها من الإمارات و يتم شحنها بشكل دائم إلى لص الإبل ! 
و كم من "  علقمي " أضاع الأمة !
يا من ضحكت من جهلها الأمم ؟