18:10 | 23 يوليو 2019

التجربة النفسية المثيرة التي أخرجت "الوحش" من داخل الإنسان

9:41pm 14/12/23
التجربة النفسية
كيرلس وسيلى

ميلغرام هو أحد أهم الشخصيات في تاريخ علم النفس 

‏فهو عالم نفس اجتماعي امريكي وُلد عام 1933 واشتهر بتجربته النفسية عن إطاعة الأوامر والتي أجريت في ستينيات القرن الماضي خلال فترة عمله في جامعة يال Yale University بعد حصوله على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة هارفرد

 

‏بعد بدء المحاكمات التي تلت الحرب العالمية الثانية ادعى العديد من مجرمي الحرب أنهم كانوا يتبعون الأوامر فقط ولا يمكن تحميلهم المسؤولية على أفعالهم فـ بدأت تجربة ميلغرام بعد فترة وجيزة من محاكمة الكولونيل "ادولف آيخمان "

‏ بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية 

‏وطوال المحاكمة حاول "آيخمان" الدفاع عن نفسه متذرعاً أنه لم يكن مسؤولاً عن الجرائم التي ارتكبها في الحرب وأنه كان يتبع الأوامر فقط

 

‏وأكد مراراً أنه عندما كان يشحن الناس إلى معسكرات الاعتقال النازية فإنه يقوم بواجبه 

‏لكن كل تلك الذرائع لم تنفع وأدين بكل التهم الموجهة إليه وصدر عليه حكم بالإعدام

 

‏استحوذت قضية "آيخمان" على اهتمام "ميلغرام "الذي أراد أن يعرف ( كيف يمكن بسهولة تحريض الناس العاديون على ارتكاب جرائم بموجب أوامر تصدر إليهم وإلى أي مدى يمكن أن يذهب الناس في إطاعتهم للأوامر إذا كان ذلك ينطوي على إيذاء شخص آخر ) 

‏ولهذا السبب قام بـ تجربة نفسية فريدة من نوعها

 

‏قام بالتجربة عام 2006 حيث نشر إعلان في الجريدة يطلب فيها أفراداً للمشاركة في دراسة تجريها جامعة ييل ونصَّ الإعلان على أن التجربة تستغرق ساعة واحدة مقابل

‏ 4.5 $ أي تعادل 20$ حينها

 

‏وأجريت الاختبارات في غرفتين بداخل قبو تابع للجامعة

 

‏ويكون المشاركون رجالاً تتراوح أعمارهم 

‏ما بين 20 ـ 50 عاماً ينتمون إلى مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية، ومنهم من لم ينهي تعليمه الثانوي وآخرون أتموا الدكتوراه

 

‏قبل دخول غرفة الاختبار يتقدم المشرف "جون" من المشارك"مايكل" و الممثل المتفق معه " ماكس "

‏(الاسماء مثال فقط لتوضيح التجربة)

 

‏ويخبرهما كاذباً بأن الإختبار يهدف لقياس أثر العقاب في التعلم والتعليم لكن في واقع الأمر تهدف التجربة إلى قياس مدى انصياع المشارك لأوامر المشرف 

 

‏(إخفاء حقيقة الهدف ضروري لأجل نجاح التجربة )

 

‏ويجري المشرف جون قرعة وهمية بين المشارك مايكل والممثل ماكس تؤدي دائماً لنتيجة واحدة وهي أن يكون مايكل معلماً و ماكس متعلماً لكن مايكل يظن أن القرعة حقيقية

 

‏بعدها يتم وضع مايكل وماكس في غرفتين متجاورتين بحيث يتواصلان بالكلام فقط دون أن يشاهدا بعضهما وأثناء الاستعداد للتجربة يقول ماكس بأنه يعاني من مشاكل قلبية لمايكل وكلها بغرض التوهيم

 

‏يجلس مايكل في غرفة وأمامه على الطاولة جهاز الصدمات الكهربائية وله عدد من المفاتيح يشير كل منها إلى شدة محددة للتيارتتدرج من 30 حتى 450 فولت 

 

‏ويتم تعريض (المشارك) لصعقة كهربائية بشدة 45 فولت قبل بدء الاختبار كنموذج للصدمة التي سيوجهها للمتعلم (الممثل) عندما يخطئ في الإجابة

 

‏يقدم المشرف جون للمعلم مايكل ورقة تحوي مجموعة من الكلمات المتقابلة وهي التي يجب على المتعلم ماكس أن يحفظها ويقرأ مايكل الكلمات المتقابلة كلها وعندما ينتهي من قراءتها، يعود ليقرأ الكلمة الأولى ويقدم أربع احتمالات للكلمة المقابلة لها

 

‏المتعلم ماكس بعدها سيقوم بضغط زر أمامه يمثل اختياره فإذا أخطأ الاختيار فإن على (المشارك/ المعلم)

‏ أن يقول له بأنه أخطأ ويخبره بشدة الصعقة التالية ثم يضغط على الزر الخاص بالصعقة الكهربائية

 

‏أما إذا كانت الإجابة صحيحة يقوم المعلم بقراءة الكلمة التالية وإعطاء الاحتمالات الأربع لها وهكذا حتى تنتهي القائمة ثم يعيدها من البداية إلى أن يتمكن المتعلم من حفظ كل الكلمات

 

‏المشاركون يظنون بأنهم يوجهون صعقات كهربائية للمتعلم لكن في الحقيقة لم تكن هناك أي صعقات كهربائية

‏بل كان هناك تسجيل صوتي معد مسبقاً بصوت الممثل (المتعلم) يصدر فيه صرخات بالتناغم مع صوت الصعقات الكهربائية

 

‏إذا أبدى المشارك في أي مرحلة من مراحل الاختبار رغبته في التوقف، كان (المشرف) يوجه إليه سلسلة متتابعة من التنبيهات، وفق التسلسل التالي:

 

‏1 ـ الرجاء الاستمرار

‏2 ـ الاختبار يتطلب منك أن تستمر، استمر رجاء

 

‏3 ـ من الضروري أن تستمر

‏4 ـ ليس لديك خيار، يجب عليك الاستمرار

 

‏إذا ظل المشارك عند رغبته في التوقف بعد ذلك يتم وقف الاختبار وإلا فإن قيامه بتوجيه الصعقة ذات الشدة 450 فولت يعتبر جرس النهاية للاختبار

 

‏أثناء الاختبار وبعد زيادات في شدة الصعقة يبدا الممثل (المتعلم ماكس) بالضرب على الجدار الفاصل بينه وبين (المعلم مايكل) عدة مرات ويشتكي صارخًا من الوضع الصحي لقلبه ويترجاه ليتوقف

 

‏وعند هذه النقطة بدأت النتائج للتجربة تظهر على المشاركين

 

‏فقد عبّر عدد من المشاركين عن رغبتهم في وقف الاختبار وتفقد وضع المتعلم 

 

‏وكثير من المشاركين توقفوا عند الشدة 135 فولت مشككين في مغزى الاختبار

 

‏وآخرون استمروا فيما يفعلونه بعد أن اطمئنوا بشأن تعفيهم من أي مسؤولية

 

‏والغريب بعض المشاركين راحوا يضحكون بانفعال شديد لدى سماعهم صرخات الألم الصادرة عن المتعلم (الممثل)

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn