بعد إطلاقها في 9 محافظات.. كيف تستفيد من مبادرة الكشف على الأورام السرطانية؟
جهود ضخمة تبذلها الدولة على الصعيد الطبي والصحي، لبناء نظام صحي متكامل وتوفير الرعاية والتغطية الصحية الشاملة للمصريين كافة وفقا لأحدث المعايير العالمية، وذلك من خلال إطلاق حزمة من الإصلاحات والمبادرات الرئاسية الصحية التي تطلقها القيادة السياسية، للكشف المبكر عن العديد من الأمراض، حفاظا على صحة المواطنين.وأعلن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية "الرئة، البروستاتا، القولون، عنق الرحم"، بالمجان بـ9 محافظات تحت شعار "100 مليون صحة".
مبادرة الكشف على الأورام السرطانية تشمل 9 محافظات
وتشمل المرحلة الثانية للعمل بالمبادرة 9 محافظات "القاهرة، المنوفية، البحر الأحمر، كفر الشيخ، سوهاج، الإسماعيلية، بني سويف، شمال سيناء، الأقصر"، فيما ضمت المرحلة الأولى محافظات "إسكندرية، البحيرة، مطروح، دمياط، القليوبية، الفيوم، أسيوط، جنوب سيناء، بورسعيد".
وتستهدف مبادرة الكشف عن الأورام السرطانية المواطنين من سن 18 عاما فأكثر، بهدف الكشف عن المرض في مراحل مبكرة، وبالتالي تقليل الوفيات الناتجة عنه، وتقليل العبء المادي في الحالات المتأخرة، حيث يعتبر الاكتشاف المبكر هو حجر الأساس في مكافحة مرض سرطان.
خطورة الأورام السرطانية الأربعة
وكشفت منظمة الصحة العالمية، عن وجود 600 ألف امرأة تشخص بسرطان عنق الرحم كل عام في العالم، ومعظم هؤلاء النساء في ذروة سنوات عطائهن، بيد أنه لا يوجد إحصاء دقيق بعدد المرضى المصريين من هذا النوع.
ويشكل المصابون بأورام الرئة نتيجة للتدخين 80% من الحالات، وقد لوحظ أن نسبة المدخنين زادت في مصر بنسبة كبيرة، خاصة بين السيدات واللاتي انتشر بينهن تدخين الشيشة الأكثر ضررا من السجائر.
ويحتل سرطان البروستاتا المرتبة الرابعة كأكثر السرطانات شيوعاً بين الرجال في مصر، بمعدل إصابات جديدة تزيد عن 4500 مريض في سنة 2020 ومعدل وفاة وصل إلى أكثر من 2000 حالة.
و80% من السيدات عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم وسط وفاة 63 حالة لكل 100 سيدة مصابة بالمرض.
أهمية مبادرة الكشف عن الأورام السرطانية
ويؤكد الدكتور محمد عز العرب مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أنه كلما اكتشفنا الورم السرطاني في مرحلة مبكرة بالنسبة للفئات المستهدفة، كلما يسهل التعامل معه بالعلاج الفعال وليس التلطيفي، ويجب تشجيع هذه المبادرة والتفاعل معها، لأن كافة الأبحاث العلمية تشدد على ضرورة الكشف المبكر، إذ أن الاكتشاف المبكر يسهل العلاج بخلاف علاج الورم عند حدوثه في مرحلة متأخرة والذي يكون صعبا.
وعلى سبيل المثال، حال اكتشاف تضخم في البروستاتا وارتفاع في نسبة التحاليل فمن الممكن إيقاف تحور المرض إلى ورم ووقف انتشاره خارج البورستاتا، ويؤكد "عز العرب"، أن المبادرة مهمة للغاية لأنها تضمن للفئات المستهدفة إجراء فحص كامل وكشف مبكر عن هذه الأورام ومتابعة المرضى حتى إتمام التعافي، وتساهم المبادرة في تخفيف عبء الكشف والعلاج عن كاهل المرضى وهذا أمر مهم للغاية بالنظر لارتفاع التكلفة في هذا النوع من المرض.
ويأتي سرطان الكبد في مصر، بالمرتبة الأولى من حيث الانتشار وهناك مبادرة عديدة لفحص المواطنين وعلاجهم، ثم سرطان الثدي، والجهاز الهضمي مثل القولون، ثم البروستاتا، بحسب ما قاله مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد.
مبادرة تقلل مضاعفات المرض السرطاني
ويقول الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء، إن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية (الرئة، البروستاتا، القولون، عنق الرحم) بالمجان، تكون مبادرة ممتازة ومضمون نجاحها بشكل كبير، مثلما نجحت المبادرات الصحية السابقة ومنها، مبادرة القضاء على فيروس سي ومبادرة اكتشاف التقزم والكشف المبكر لسرطان الثدي عند السيدات.
وتساعد تلك المبادرة على اكتشاف الأورام السرطانية وتقليل مضاعفات المرض، مما يساعد على تقليل تكلفة العلاج بسبب اكتشافه مبكرا، مما يكون له انعكاس اقتصادي، كما أن تلك المبادرات تساعد على دراسة المرض، ومعرفة أسباب انتشاره، من خلال تكرار حالات المرض بجميع أشكاله، وتساعد على حماية الأشخاص الأخرى التي لم تصاب بالمرض.
كيف تحصل على خدمات المبادرة؟
وكشفت وزارة الصحة والسكان عن آليات الحصول على خدمات مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية مؤكدة أن جميع الخدمات بالمجان، حيث قالت الدكتورة نيرڤانا مجدي المدير التنفيذي لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، إن الحصول على خدمات المبادرة، يبدأ بتوجه المواطن إلى الوحدة الصحية، ومليء استبيان إلكتروني، يتضمن عددًا من الأسئلة حول الأعراض المرضية لجميع الأورام التي تشملها المبادرة، ويتم من خلال نتيجة الاستبيان معرفة المرض المستهدف الكشف عنه لدى المواطن.
وأكدت المدير التنفيذي لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، بعد معرفة المرض المستهدف الكشف عنه لدى المواطن يتم تحويله إلى المستشفيات التي تعمل ضمن المبادرة، لإجراء الأشعة والفحوصات المعملية اللازمة، وفي حالة سلبية الفحص يتم إبلاغ المواطن بالمتابعة الدورية لحالته الصحية حسب نوع الورم المستهدف الكشف عنه، أما في حالة إيجابية الفحوصات يتم عرض المريض على لجنة متعددة التخصصات لاتخاذ قرار العلاج اللازم .
كما أوضحت، أن العمل بالمبادرة وإحالة المرضى يتم من خلال منظومة إلكترونية تربط الوحدات الصحية والقوافل الطبية والمستشفيات، بالنظام الإلكتروني للاستبيان، لتيسير حصول المواطنين على خدمات المبادرة .