محمود سامح همام يكتب: الرئيس الفلسطيني عائق لمرام حماس
في اليوم ال ٦٧ من حرب غزة بين فصائل المقاومة " القسام" والكيان الصهيوني التي بدأت في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، رهن نشوب طوفان الأقصى الذي قامت به حماس على أثر تعديات قوات الاحتلال العديدة والمتكررة، تظهر أمامنا بعض المؤشرات تؤكد وجود ضعف صارخ في صفوف دولة فلسطين، ولعل من ابرزها هي السلطة السياسة للدولة والمتمثلة في الرئيس محمود رضا عباس، الرئيس الذي يترأس السلطة الفلسطينية منذ أكثر من ١٨ عاماً ويستمر في منصبه حتى الآن من دون إجراء انتخابات.
هنا يكمن سؤالنا حول لماذا يعد الرئيس محمود عباس نقطة ضعف في صفوف غزة؟ وما دلالات تلك الرؤية موجهة أصابع الإتهام بقوة تجاه الرئيس الفلسطيني؟
في البداية سوف نتناول تصريح مستشار الرئيس الفلسطيني لتايمز أوف إسرائيل حيث قال أن " محمود عباس أدان حماس في كل مكالمة وكل اجتماع عقده مع قادة العالم منذ الهجوم الذي شنته الحركة في ٧ أكتوبر على إسرائيل، ولكنه لن يفعل ذلك علناً "، وذلك ما وُجه بالسخط الشديد من قِبل الشعب الفلسطيني والتيارات السياسية، حيث أن حماس حركة مقاومة فلسطينية تسعى جاهدة لإنهاء ومقاومة الاحتلال الصهيوني بكافة السبل المختلفة، ورد الاعتبار على أقل تقدير تجاه جرائم الحرب التي ترتكبها الصهيون في حق الشعب الفلسطيني منذ عام ١٩٤٨.
ومن ثم رأينا الرئيس الفلسطيني يعلنها علناً خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حيث قال " إن سياسات حماس وتصرفاتها لا تمثل الشعب الفلسطيني، وسياسات وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب كممثله الشرعي والوحيد"، ولكن سرعان ما تراجع محمود عباس عن تلك الإدانة لحماس، وقامت الوكالة بحذف المقطع الذي يدين فيه القسام وذلك بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ( وفا) ، مما يوضح لنا التباين في الموقف السياسي في فلسطين.
بالإضافة إلى السقطات المتعددة للرئيس الفلسطيني التي تعطي مؤشرات قوية لحد ما على الموقف الضعيف تجاه الاحتلال الصهيوني المغنصب لبلاده، فنستطيع أن تتطرق إلى حديث محمود عباس في مجلس الأمم المتحدة الذي عقد في منتصف شهر يونيو الماضي، حيث ردد عبارات " احمونا احمونا – وما عندكم حيوانات تحمموهم – شكلكم ما عم بتحموا حيواناتكم "، ذلك الأسلوب يعد أسلوب ضعيف عاطفي ، ولا يوجد مكان للعواطف في هذا العالم المستبد، وان من له حق يجب عليه الدفاع بأسلوب مستميت وقوي لا توسل ولا تسول، فالقوانين الدولية التي يقرها التنظيم الدولي تقر بأن الحقوق تُنتزع انتزاعاً، فعلى الرئيس الفلسطيني الممثل للشعب المنكوب منذ عشرات العقود ان يكون ذا شخصية قوية ويتمتع بالخطابات التاريخية القومية، ويبث الأمل في شعبه المقاوم طيلة تلك الأعوام صابراً على التعديات والقصف والفقد وكل أنواع المعانات والابادة والتدمير في بلادهم.
ختاماً، يجب أن نشدد على أن الرئيس الفلسطيني ليس وحده نقطة الضعف في صفوف فلسطين، بل هو قوة محركة ضد الاحتلال. يمثل الرئيس الوجه السياسي للشعب الفلسطيني والرمز للصمود والمقاومة في وجه القمع والظلم. يعمل الرئيس الفلسطيني جاهدًا لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني فعليه ان يكون كذلك فالحقيقة.
ولتعزيز دور الرئيس محمود عباس وتعزيز موقعه كقوة ضد الاحتلال، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في الوفاء بالتزاماته تجاه حقوق الإنسان والقانون الدولي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. يجب على الدول والمؤسسات الدولية الضغط على إسرائيل لوقف الانتهاء والتوصل إلى حل سلمي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967، مع الاعتراف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير.
علاوة على ذلك، يجب أن يعمل الفلسطينيون على تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية المؤسسات ، وذلك من خلال تعزيز الديمقراطية ومكافحة الفساد وتمكين الشباب والنساء في صفوف القيادة . يجب أن يتمتع الشعب الفلسطيني بقيادة قوية وموحدة تتمتع بشرعية واسعة وتستطيع تحقيق تطلعات الشعب والمضي قدمًا في تحقيق العدالة والحرية.
في النهاية، يظل الرئيس الفلسطيني جزءًا أساسيًا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، لا يمكن إلقاء جميع اللوم عليه بالضرورة. يجب أن نركز على تعزيز القدرات الفلسطينية ودعم الحل السياسي العادل والشامل للصراع، حيث يحقق الشعب الفلسطيني حقوقه الأساسية ويعيش في سلام وأمان في دولته المستقلة والمزدهرة.