18:10 | 23 يوليو 2019

محمود سامح همام يكتب:القوى العظمى تتخلى عن أهدافها اللوجستية

2:53pm 30/11/23
صورة أرشيفية
محمود سامح همام

في ألاونة الأخيرة يشهد العالم حروب وأزمات عدة ، وكل منهم له تأثيره على المستويين الدولي والأقليمي ويختلف مدى هذا التأثير اختلافاً يتناسب مع البعد الجغرافي والاستراتيجي للدول المجاورة، فنجد الدول الحدودية للبلاد المنكوبة بالحرب تتأثر بصورة مباشرة على أثرها بكافة الصور الممكنة، وعلى الجانب الأخر نجد الدول الأخرى تتحمل عواقب تلك الحرب بصورة غير مباشرة عن طريق التداعيات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية للحرب على المستوى الدولي بشكل عام، ولقد شاهدنا على مدار الأشهر الماضية تحرك واضح للقوى العظمى وإبداء مواقفهم المتشددة من تلك الحروب، ولكن في وقتنا الراهن تراجعت تلك القوى والتزمت بالصمت الصمت وتكتفي بالمشاهدة.

وفي الحقيقة هذا التغير الواضح في موقف الدول العظمى جعلنا نطرح سؤال هاماً حول لماذا غيرت تلك الدول موقفها من حرب غزة ؟

في البداية يمكننا تسليط الضوء على الكرملين، فروسيا منذ بداية طوفان الأقصى في فلسطين وبداية الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تضامنه مع فلسطين وإدانة الكيان الصهيوني، بالإضافة أن موسكو طالبت بوقف فوري لإطلاق النار، كما طالب الكرملين مجلس الأمن في ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ بإجراء تصويت عاجل على مشروع قرار حول تسوية الوضع في منطقة النزاع النزاع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني المحتل، بالطبع كان لموسكو رغبة واضحة فالوساطة لحل تلك الأزمة وبرز ذلك في تصريحات الرئيس الروسي، وكان ابرز تلك التحركات استضافة وزيرة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وفد من قادة حماس للبحث حول مسألة الحرب واطلاح المحتجزين والأسرى الروس، وكانت اخر موقف لروسيا مساء أمس في مجلس الأمن حيث أدان مندوب روسيا الاحتلال الصهيوني وعمليات الإبادة في غزة.

ومن ثم توقفت جميع الجهود الروسية تجاه الحرب في فلسطين، ويرجع ذلك التغير لعدة أسباب، لعل أهمها العمل على إخراج أوكرانيا من دائرة الأهتمام الدولي بخاصة دول المعسكر الغربي، حيث سرقت حرب غزة الضوء من أوكرانيا على المستوى الدول، فنستطيع أن نرى دول الناتو الداعمة لاوكرانيا في حربها مع روسيا تحول دعمها العسكري والسياسي والإعلامي للكيان الصهيوني، وانشغال الدول الغربية بحرب غزة  لمصلحة موسكو التي تخوض حربها مع أوكرانيا في يومها ال ٦٤٣ وتزحف في وقتننا الراهن بهجوم بري وجوي نحو افدييفكا، مما يجعلها تقترب من مفتاح شرق أوكرانيا الأهم.

استكمالاً، نستطيع الحديث على أن روسيا من حيث مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية لا تريد خسارة الطرق الأوروبي تماماً وتحاول تخفيف شغلة الأجواء معها، حيث يفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية على الكرملين وتقاطعه في كافة المجالات، وذلك بالتأكيد أضر بمصالح روسيا والمرام الأساسي لسياستها، فعلى أبسط تقدير ٧٠٪؜ من الغاز الطبيعي الذي يدخل أوروبا يأتي من موسكو، بالأضافة إلى مصالح اقتصادية عدة مشتركة بين روسيا والاتحاد الأوروبي بحكم البعد الأستراتيجي والجيوسياسي بينهم.
خناما،تخلي روسيا عن حرب فلسطين مقابل جعل العالم يقل اهتمامه بصراعها مع أوكرانيا ومحاولة عودة علاقاتها الاقتصادية مع أوروبا، يمكننا استنتاج بعض النقاط الرئيسية. على الرغم من أن هذه الأحداث تعكس حركة سياسية استراتيجية من قبل روسيا لتحقيق مرامها وتعزيز مصالحها، إلا أنها تثير أيضًا قضايا أخلاقية وإنسانية جوهرية.

وتجاوز روسيا الأزمتين المتوازيتين بطرق مختلفة، مع التركيز خلق كل الفرص لاستمرار سياستها في حربها مع الأوكراني بسياسة "جز العشب"، وفي المقابل، سعت روسيا للتخلي عن الدور القوي في الصراع الفلسطيني، وربما رؤية تلك الخطوة كوسيلة للتخفيف من التوترات المحيطة بها وتعزيز مرامها الدولي.

مع ذلك، يجب أن نشدد على أن الإنسانية لا يمكن أن تكون قابلة للتفاوض أو الاستغناء عنها. يظل الصراع الفلسطيني قضية تستحق الاهتمام العالمي والجهود المستمرة لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة. علاوة على ذلك، ينبغي أن تتواصل المجتمع الدولي مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية وتعمل على إيجاد حل سلمي يلبي مصالح الجميع ويحقق الاستقرار في المنطقة.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn