فريد عبد الوارث يكتب : ما بين ليلة وضحاها.. هل آن الأوان لإم المعارك ؟
يعرف العسكريون أكثر من غيرهم أن القائد الماهر يحتفظ بجيشه بكامل عدده و عتاده للمعركة الفاصلة " إم المعارك " و لا يخسر مجهوده و رجاله في معارك جانبيه يستدرجه لها العدو ، فألف باء سياسة و قتال هو ألا يستدرجك عدوك لمكان و زمان المعركة التي استعد هو لها ، بل يجب أن تكون أنت صاحب تقرير الوقت و المكان المناسبان لدخولك في الموقعة الفاصلة التي تواجه فيها عدوك و ليس ذيوله .
حاولوا استدراج الجيش المصري في أكثر من معركة جانبية للقضاء عليه و تشتيت قواه بداية من " سوريا " مروراً باليمن و ليبيا و السودان وصولاً لأرض الأحباش " أثيوبيا" حيث سد النهضة ، لكن من يدير الأمور في مصر و يمسك بالدفة يعي جيداً أن كل تلك المعارك مع ذيول العدو و ليس رأس الحية القابعة في " تل أبيب " كأداة للصهيونية و الماسونية الأمريكية البريطانية ، و التي تهدف في المقام الأول للفوز بالجائزة الكبرى و هي مصر و تدميرها بعد استنزاف قواها عسكرياً واقتصادياً و اجتماعياً و بعد محاصرتها بدول تم تدميرها و إخراجها من التاريخ و الجغرافيا " السودان و ليبيا " مثالاً .
لاكن كل تلك المخططات باءت بالفشل لأن مصر و أجهزتها الأمنية و العسكرية تعي تماماً فصول المخطط و تنجو منه بفضل الله و تماسك جبهتها الداخلية و قوة جيشها ، و ذلك ما ذكره الغائب الحاضر جنرال المخابرات عمر سليمان منذ ما يقارب العشرين عاماً حين قال : نعرف أن المواجهة مع إسرائيل و الغرب قادمة لا محالة لكننا نؤجلها ليوم نكون فيه مستعدين لتلك المواجهة .
ولا يخفى على أحد أن ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي من تطوير غير مسبوق لقواتنا المسلحة و إضافة كافة الأسلحة الحديثة لها خلال العشر سنوات الماضية مثل حائط الصد و الضمانة القوية لتراجع الصهاينة عن مواجهتنا المباشرة لأنهم يعرفون أن نتيجة تلك المواجهة ستكون دمار إسرائيل .
ولكن على ما يبدوا فإن الصهاينة يستعجلون الصدام بما يفعلونه في " غزة " و محاولات دفع الفلسطينيين للهجرة خارج القطاع ناحية سيناء و هو ما ترفضه مصر بكل قوة ، و حذرت منه كافة المستويات السياسية و العسكرية ، و رد عليه القائد عبد الفتاح السيسي حين قال أن الأمور و الحسابات الصهيونية قد تتغير ما بين ليلة و ضحاها و ينقلب السحر على الساحر ، و لعل جلسة مجلس النواب الأخيرة بحضور رئيس الوزراء و التي أيد فيها كافة النواب كل ما تتخذه مصر من خطوات لحماية حدودها و أمنها القومي بمثابة الضوء الأخضر لقواتنا المسلحة للجهوزية القتالية الكاملة على حدود الكيان الغاصب .
فهل آن الأوان لإم المعارك ؟ ذلك ما ستجيب عنه الأيام القليلة المقبلة .