فريد عبد الوارث يكتب : السيناريوهات الصهيونية للدولة الفلسطينية
مر ما يقارب 40 يوما على الحرب الصهيونية المجنونة على فلسطين المحتلة منذ بدء عملية طوفان الأقصى - الغير محسوبة العواقب - من جانب حركة حماس ، تم خلالها تدمير كامل لكل نواحي و ضرورات الحياة و جرى خلالها تهجير جديد للنساء و الأطفال ناحية جنوب القطاع ، ناهيك عما يقارب 11000 شهيد و عشرات الآلاف من الجرحى و المصابين ، و ما زالت آلة القتل الصهيونية تعمل بدعم أمريكي و غربي كامل يقابله صمت عالمي و ضعف عربي واستسلام مهين !!
وإذا أردنا أن نعرف متى ستتوقف تلك الإبادة فعلينا معرفة السيناريوهات الصهيونية التي تم تجهيزها لفلسطين و أن نستعد لواقع مؤلم جديد ، هناك ثلاثة سيناريوهات لهذه الحرب :
الأول هو أن تحتل إسرائيل القطاع ، و الثاني أن يتم القضاء نهائياً على حماس ، و الثالث الفوضى أو تدويل القطاع ، و لا أحد يستطيع أن يجزم بالنتيجة في الوقت الحالي ، و تبقى إرادة الله و نصره للمستضعفين هي الحد الفاصل بين تنفيذ الرؤية الصهيونية من عدمها .
و لعل حل الدولتين لا يريده أحد و لن يتوافق عليه أحد و ليس هناك قوة تستطيع فرضه على الصهاينة ، حيث ان الخيارين المتبقيان أمام الاحتلال الإسرائيلي هو أن يكون هناك دولتان إسرائيل و فلسطين و الأخيرة تكون منزوعة السلاح و بلا سيادة ، و الخيار الثاني أن تكون دولة واحدة حيث تستوعب إسرائيل الفلسطينيين داخلها.
و الخيار الأول ترفضه إسرائيل بالمطلق لأن معناه ببساطة أن يكون لها حدود، لدولة أخرى هي فلسطين ، حتى لو كانت بلا سيادة ، تشاركها نفس أرض فلسطين التاريخية ، و لكي تكون فلسطين الجديدة دولة لا بد أن يكون لها حدود ، و بالتالي لا بد أن يكون لإسرائيل حدود.
أما الخيار الثاني فهو يمثل خطورة كبيرة على الصهاينة حيث أن نسبة الخصوبة بين الفلسطينين عالية جدا أي ارتفاع المواليد و هناك 2.3 مليون نسمة في غزة و 3.2 مليون نسمة في الضفة و هناك 2.2 مليون نسمة ممن يسمون بعرب 48 ، و هم يحملون الجنسية الإسرائيلية، بينما عدد الإسرائيليين كلهم 9.7 مليون نسمة، فإذا جمعنا هذه الأرقام مع نسبة المواليد العالية بين الفلسطينين فإن إسرائيل ستكون دولة عربية في أقل من عشر سنوات ، و بالتالي فهم لن يوافقوا على حل الدولة الواحدة ، و لذلك فلا حل أمام إسرائيل إلا التهجير ، وذلك هو سبب التمسك المصري بعدم تهجير الفلسطينيين بأي شكل و أي ثمن فكيف تقوم مصر بعمل يساعد الكيان على أن ينفذ أهدافه و يقوم بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الآخرين؟!
و تبقى حرب غزة عنواناً لانكشاف تاريخي على كافة الأصعدة فقد انكشف التنظيم اليهودي العالمي و ظهر بأنه مجرد بيدق تمسك به أياد أمريكية خفية و انكشفت أمريكا نفسها بأنها مجرد جمعية سرية تؤمن و تعبد إله خفي يعشق الموت و الدم و انكشفت أوروبا كقارة ركيكة تابعة و ذليلة، خاضت الحروب الشيطانية المجانية على مدى ٥٠٠ عام، و وصلت إلى أن تقف عاجزة على باب الجماعة السرية في أمريكا .
أيضاً ، انكشفت ما تسمى الدول العربية التي ظهت كفطر سام نتيجة الحرب العالمية الأولى و الحرب العالمية الثانية و هي معروفة للكافة و انكشفت اليابان التي دبجنا من أجلها آلاف القصص و الأشعار بعد أن قصفتها الجمعية السرية المسماة أمريكا بأول قنبلة نووية في التاريخ ، كما انكشفت الهند و الصين فالهند صاحبة الممر الصهيوني المريب و الصين التي تبدو على السطح مناهضة و تضع كل أموالها في أمريكا.
انكشفت روسيا بعد أن جذبوها إلى الفخ، بأن وضعوا أمامها سدا يسمى أوكرانيا و ذهبت بقدميها، أرادوا من هذا السد أن يكشف معدن المقاتل الروسي في الحرب استعدادا للمنازلة الكبرى.
انكشفت إفريقيا المناضلة في السابق، فمن خلال استضافتها في قمم مع بعض الدول الوظيفية يجعلونها تنغمس أكثر بالابتعاد عن مسار التحرير .
الانكشاف الحقيقي هو أن العالم سيختلف للأبد بعد مجزرة غزة و ستتلاشى أفكار و عقائد .