ضد الأخوة والخبراء.. معركة قانونية لسيدة تبحث عن نصيبها في الميراث
ابنة تحرم من نصيبها الشرعى عن والديها لأسباب واهية
«خبراء طهطا بالعدل»: لم تطلبى نصيب الأب المتوفى في زوجته ؟!.. هل للميث ورث يرثه بعد وفاته؟!
« خبراء القانون »| بعد وفاة يرث الأبناء ما ورثه والدهم من والدتهم مضافاً إليه ما تركه أصلاً من ميراث.. غياب مستندات هامة بالدعوى
آلاف القضايا تكتظ بها ساحات المحاكم للنظر في مواريث مغتضبة وتقسيم تركة منذ وفاة صاحبها وتتعدد عوامل وراء ما يحدث من ظلم بالمواريث بين الاخوة و الاخوات ، وطمع بعض الورثة في انصبة أخواتهم خصوصاً الإناث ، وما غيم عليها دائرة السوء و الظلم و الحرمان من نصيبها الشرعى الذى أمر الله سبحانه وتعالى بأن الميراث هو حد من حدود الله ولابد من التزام بها في المواريث.
تعرض لكم «الخبر الفورى» قصة سيدة تعول أربعة أولاد طالبة نصيبها الشرعى في ميراث والديها من أخوتها بعد وفاة والديها ، والظلم وحرمان الذى لحق بها ليس فقط من أخوتها بل لحق بها بمكاتب الخبراء وزارة العدل الذى يصنف تحت مسمى «المعاونين القضائيين» لما يساعد القضاء على الفصل والتوصل إلى قرار في القضايا العالقة ، حرم أبنة من نصيبها الشرعى بأن 1/4تركة للاب المتوفى يرثه في زوجته المتوفية ؟؟! وهل الميت ورث يرثه بعد وفاته ؟؟!!
القصة بدأت حينما طلبت «نادية» (اسم مستعار) بحقها في تركة والديها ، منزل على مساحة واسعة مقسم على طابقان بالجزء الخارجى وأربعة طوابق بالجزء الداخلى باسم والديها ،وأبناءهم (3 أولاد و3بنات) ، فعندما الوالدة توفيت من أكثر من 14 سنة، ولم يطاوعها قلبها أن تطالب بحقها عن والدتها ، الذى اقتضت تقسيم تركة والدتها في المنزل ، مادام والدها على قيد الحياة ، ولكن وفاة والدها قبل 4 سنوات كانت النقطة التي غيرت الحال وخصوصا مع غلو الأسعار وكثرة الاحتياجات ؛ كل ذلك دفعها إلى مطالبة بحقها في ورثها عن والديها وأخذ كل ذي حق حقه .
حيل خفية لإسقاط حقها الشرعى
حاولت «نادية» وهى أختهم الكبرى محاورة أخوتها بهدوء باعطاء حقها الشرعى في ورث والديها لكن محاولاتها باءت بالفشل ، فبدءوا أن يبحثون عن حيلة لتنازل عن حقها خفيةً بدون أن تعرف .
وأكملت «نادية » كانت الحيلة بأرسال أختهم الصغرى لها أن تبيع نصيبها في المنزل صورياً لمشترى ما (تبعاً لهم ) عند محامى لها ،وإقناعها بأن ذلك تضمن حقها وعدم العبث فيه ، حتى يحصلون على إمضائها بالتنازل عن حقها الشرعى عن والديها ، ولكنها ادركت مخططاتهم ولم توافقها الرأي خصوصاً إنها أوهمتها بأنها على خلاف مع أخوتها على ورثها مثلها ، وبمصادفة رأت أخوها خارجا معاً من مكتب محامى لها ، ودارت بها الأفكار والتساؤلات التعجبية ما الذى جاء بهم إلى مكتب المحامى؟ هل ستتنازل عن حقها أم يدبرنا أمراً لإسقاط حقى؟؟
وأوضحت «نادية» نقطة إثباث شكوكها وظنونها جاءتها مكاملة هاتفية من أحد جيران والدها ، أخبرها فيها أن أخوها وأختها الصغرى اتفقا لعقد مبرمة صفقة ضدها لاسقاط حقها في ورثها.
وواصلت «نادية» بأن أختها الصغرى تقوم برفع دعوى وتتظاهر بأنها تطالب بحقها في ورث والديها ، وفى مقابل أخوتها سيقدموا أوراق بيع وشراء للشقق المنزل مزيلة ببصمة وإمضاء مزورة لوالديها ، وبدون أن تعترض عليها أثناء الجلسات المحكمة ، بذلك يحكم القضاء بها ، في المقابل إعطائها شقة بالدور الارضى لها بالمنزل بالتراضى بينهم ؛ في سبيل حرمان أختها الكبرى من حقها في كامل المباني الجزء الداخلى للمنزل تحديداً .
تدخلى في الدعوى أحبط مخططاتهم
أضافت «نادية» فوضت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى واتجهت إلى اتخاذ الإجراءات القانونية في مطالبتها بحقها عن والديها ، وبالفعل وجدت أختى الصغرى رفعت دعوى مطالبة بورثها عن والديها بمحكمة طهطا الجزئية بدون علمها لتحقق صفقتها معهم ، وعندئذ تدخلت في دعواها بشكل قانونية لإحباط مخططاتهم ما يعرف قانونيا بــ «تدخل هجوميا» مما أصابهم بالارتباك والخوف من تقديم أوراق مزورة يكون مصيرهم السجن .
أخاها الأكبر اقر بحقى الشرعى أمام خبراء بالعدل
وأكملت«نادية» تداولت الجلسات حتى حكمت المحكمة بتحولها لمكتب الخبراء طهطا لفحص كافة الأمور ، وأثناء هذه الفترة وقف في صفها أحد أخوتها الأكبر في الذكور ، خوفاً من يحاسبه الله سبحانه وتعالى بأنه مقر بأن لها حقها الشرعى عن والديها في المنزل ولكى تطمئن بذلك ؛ إبرم ورقة كتابية لها تفيد بحقها مع إمضاءه وبصمته عليها .
وأضافت«نادية» لقد قدمت كل المستندات التي تؤكد حقها في ورث عن والديها في المنزل إلى الخبير بالعدل ، مع إقرار شقيقها الاكبر من الذكور بحقها عن والدها ، ولكن لم يلتف الخبير لهذه المستندات.
تغافل خبير العدل عن أدلة تثبت حقها
أوضحت «نادية» فقد اعتبرها الخبير بالعدل أنها مجرد أوراق لم تثبت حقها الشرعى عن والديها مع تغافله عن اعتراف شقيقها الأكبر بحقها في ورث والدها أمامه بالإضافة إلى ورقته الكتابية لها، إلا فيما اتفقوا عليها جميع اخوتها على لها ورث فقط في أرض المنزل و الجزء الخارجي طابقان فقط ، في حين ترك نصيبها الأكبر في باقى المنزل بالجزء الداخلى عبارة عن أربعة طوابق بكل طابق شقة ومخلف في تقريره الفني ، ومن ثم حكمت المحكمة الجزئية بذلك .
نور الأمل من جديد
ضجت »نادية» من ظلم وحرمانها من جزء باقى من نصبيها الشرعى ، فظلت تبحث وتبحث وتبحث حتى وجدت أوراق أخرى تدعم حقها ومن ثم استأنفت الحكم بدائرة استئنافية بسوهاج وما غمر على القضاء إحساسه بظلم وحرمانها من حقها الشرعى عن والديها ، مما حول الدعوى إلى لجنة خبراء ثلاثية ببلدة «طهطا» لفحص كل طالباتها وتقديم لهم الأدلة الفنية للوصول إلى حقيقة الأمر ، حينها شعرت بإشراق نور الأمل من جديد لاثبات حقى.
قالت «نادية» بالرغم من وجود العديد من التناقضات في أقوال اخوتها أثناء جلسات لجنة الخبراء ؛من أجل إخفاق حقها ، مرة يقولوا «أنهم كانوا يعملوا ويعطى لأبوهم وهو يقوم ببناء شقق بالجزء الداخلى» ومرة أخرى «بأنهم ازالوا شقق والديهم بالجزء الداخلى وأقاموا غيرها » ، ومع كل هذه الادعاءات لم يقوموا أي مستند يثبت ذلك.
للأب المتوفى نصيب في زوجته بعد وفاته .. غياب مستندات بالدعوى
وفسرت «نادية» أن بعد الفحص و المعاينة لجنة خبراء الثلاثة بالعدل المنزل و بالمستندات و أقوال شهودها التي تثبت إقامة والديها لهذه المباني وعندئذ ظهر الحق و زهق الباطن ، إلا أنها فوجئت بتقدير الخبراء لنصيبها الشرعى عن والدها في الجزء الداخلى 1/12وهى الحصة أقل من حصتها في الواقع وهى 1/9 على الشيوع في كامل المنزل .
تستطرد «نادية» نقص نصيبها الشرعى عن ورثها ، وفقا لعلم المواريث يحق لها 1/9 على شيوع المنزل ، وبالتزامن ذهبت للجنة الخبراء الثلاثة للفهم سبب نقص حصتها الميراثية ، فتصادمت بقولهم نصاً «إنكى لم تطالبى بنصيب الاب المتوفى في زوجته (الوالدة المتوفية) في قضيتك» باحتساب نصيبه 1/4من تركة ، وحرمانى منها ، وظلت تتساؤل باندهش «نادية» كيف يكون للميت نصيب من الورث بعد وفاته ؟؟!
وعلى جانب آخر أثناء حضور «نادية» جلسة المحكمة الاستئنافية بسوهاج للورود التقرير الفني من لجنة الخبراء ، فوجئت باسترجاع الملف الدعوى بالتقرير إلى لجنة الخبراء طهطا ؛ لغياب مستندات هامة بالدعوى مذكورة بالتقرير الفني ولم تورد بالملف الدعوى.
تقسم التركة على الأبناء بعد وفاة مورثهما
يقول بدوره الخبير القانوني المحامى «صلاح السيد هريدى» أن الزوج يرث زوجته وبعد وفاته يرث الأبناء ما ورثه والدهم من والدتهم مضافاً إليه ما تركه أصلاً من ميراث.
وأوضح «هريدى» لــ «الخبر الفورى» تقسم التركة عن الوالدين على الأبناء في حالة هذه السيدة (3 أولاد و3 بنات) نصيب الشرعى للبنت 1/9من التركة على الشيوع في هذه العقار.
أضاف «هريدى» يحسب الريع المطالب بعدد سنوات الغصب إي إيجار من وضع اليد عليه مهما طالت مدة بقاءه من وفاة المورث.
وأكد «الشيخ عبد الحميد الأطرش» رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً : أن التركة لا يقال عنها تركه إلا إذ مات المورث.
المورث يترك للورثة ملكية شائعة
ويوضح الخبير القانوى والمحامى «محمد رضا» في تصريحاته الصحفية أن الملكية الشائعة والتي نص عليه المشرع في المادة «825» من القانون المدنى التي جاء فيها «إذا ملك أثنان أو أكثر شيئاً غير مفرز حصة كل منهم فيه فهم شركاء على الشيوع «
وأكمل «رضا» إذا توفى المورث وترك تركه أيا كانت ماهيها فإن الورثة يمتلكون هذه التركة ملكية شائعة وذلك كلا ً حسب نصيب الشرعى الثابت في إعلام الوراثة الخاص بمورثهم إذا توفى مورث وترك منقولات وعقارات فجميع الورثة يمتلكون هذه الأعيان وذلك كل بحسب نصيبه الشرعى.
قال الدكتور «السعيد محمد على» من علماء الأزهر والأوقاف قد حذر النبى ﷺ " من حرم وارثاً من إرثه لم يرح رائحة الجنة"