فريد عبد الوارث يكتب : دماء تراق في الحواري و " نفط " يراق تحت أرجل الجواري !
لم و لن يقاتل أصحاب النفط المتدفق في صحاري الخليج _ أبناء ظاهرة البترودولار _ في ميادين فلسطين سوى بالشعارات الجوفاء منذ قدم شتات الأرض _الصهاينة _ و احتلوا القدس و ما حوله ، تلك هي الحقيقة و إن كانت مالحة مره بطعم الخذلان و النكران ، فقد اكتفى رعاة الأغنام ببضعة ريالات يرسلونها لشعب فلسطين عند كل مذبحة و مقتلة تنفذها إسرائيل ! و إذا كنا نؤمن بذلك تماماً ، فإننا نتسائل عن أضعف الإيمان لدى أولئك الجالسين على آبار النفط بعروش تحرسها القواعد الأمريكية ، أليس فيكم على الأحداث من رجل يهدد _ مجرد تهديد _ بقطع إمدادات النفط عن أعداء الأمة ؟
كان بوسع نفطنا الدافق بالصحاري أن يتحول لسلاح يضغط لوقف المذابح الفلسطينية التي تجري نهاراً عيانا دون أن تحرك ساكناً! فيا خجلة الأشراف من قريش على أجيال باعت الحرمين و القدس بثمن بخس ، دولارات معدودة و كانوا فيهما من الزاهدين !!
و يأبى " الخائبين " محدثي النعمة إلا أن يذكرهم التاريخ بالعار و الخذي ، حين يقيمون أكبر مرقص في تاريخ الخليج في استنساخ لبيوت أصحاب الرايات الحمر ( عاهرات عهد الجاهلية ) و ما قبل الإسلام ! بشكل مطور تحت مسمى " موسم الرياض " تزامناً مع موسم " القتل و الإبادة " في غزة الذي تقيمه إسرائيل بمباركة غلمان الخليج !! هناك في خليجنا العربي رقص حتى الثمالة لرجال وشوارب و نساء كاسيات عاريات جمعهم " تركي آل الشيخ " عراب العصر و ذيل الصهيونية و خادمها الآمين !
و الأغرب أن أقزام العصر جيل المخنسين يزايدون على مصر منتظرين منها أن تحارب العالم كله بينما هم نائمون في مخادعهم بأحضان الساقطات !! فأين حمرة الخجل من وجوه فضحتها المواقف و سودتها دعوات الأبرياء و الأطفال المذبوحين على نصب عروشهم و آبار نفطهم و على قارعة ميادين الانحلال الأخلاقي التي باتت تتنشر في أراضي الحرمين بشكل يدعوا للسخرية و يبشر بجيل لا يعرف للدين حرمة و لا للأمة حقا ، جيل يدور في فلك الصهيونية و يحج للبيت الأبيض لعله ينال الرضا و الحماية !
ملعون نفطكم إن لم يسعف الجرحى و يرفع الظلم عن الثكلى ، و ملعونة دولاراتكم التي تلقى تحت أقدام الجواري ، و ملطخ تاريخكم بدماء الأطفال ، فلا تظنوا أن موسم الرياض او بناء أهرامات _ عمرها سبعة آلف دقيقة _ لتنافس الأهرام المصرية بنت السبعة آلاف عام سيصنع مجدا أو حضارة ، فالحضارات لا تشترى بالدولارات ، و رعي الإبل و الأغنام هو مصيركم حين تجف آبار النفط.