عبدالحى عطوان يكتب : مجرد سطور وما يحدث فى غزة اليوم !!
أولاً : فى البداية وضع قضية فلسطين فى إطار القضية الدينية بين اليهود والمسلمين، مثلما يزعم البعض يضر بها جدا !!، هى قضية عربية، وقضية أرض محتلة، بكل المقاييس على الرغم من وجود البعد الدينى لمدينة القدس وكنيسة القيامة ، فعلى أرض فلسطين يعيش المسلمون والمسيحيون، ومع القضية الفلسطينية يتعاطف كثيرون حول العالم، من مسيحيين ومسلمين وغيرهم، ممن يرفضون جريمة الإبادة التى تمارسها القوات الإسرائيلية.
ثانيًا: فى كافة فروع العلوم السياسية يعرف العالم أن اسرائيل أحدى الولايات التابعة للولايات المتحدة الامريكية ،وأنها دولة بمثابة وظيفة تؤديها لأمريكا ودول الغرب، والدليل على ذلك توافد هؤلاء الرؤساء عليها منذ إندلاع طوفان الاقصى ،خوفًا على ضياعها وإختفائها فهى أحد أسباب بل الأولى تجارة السلاح الدولية الرائجة بالعالم ،
ثالثًا : الربط بين حماس وداعش ربط ظالم، لأن حماس مهما اختلفنا مع قياداتها ،وأدوارها ،وآليات عملها، ونهجها الذى تتبعة أحيانًا ووصفه أنه إمتداد للاخوان المسلمين، أو أحد فروع الأخوان بغزة خاصة ما فعلته فى 2011 تجاه مصر، إنما هى لها قضية وطنيه تدافع عنها، بينما داعش تنظيم ليس له قضية.
رابعًا: ليس سرًّا أن بريطانيا تسير على خطى الولايات المتحدة أينما سارت، وليس سرًّا أيضًا أن هذا حصل ويحصل منذ منتصف أربعينيات القرن العشرين، لندن تتبع واشنطن حيث توجهت ولهذا لم يكن غريبًا أن يكون الضيف الثانى في تل أبيب بعد بايدن، هو ريشى سوناك، رئيس الوزراء البريطانى!.ثم المانيا ثم ايطاليا.
خامسًا: نتنياهو متهم بعدد من قضايا الفساد المههدة له بدخوله السجن لحظة خروجه من الحكومة، واليوم تم تشكيل لجنة على غرار لجنة جرانات التى حاكمت المتسببين فى خسارة أكتوبر 1973 لمحاكمة نتنياهو، وأسباب طوفان الأقصى الذى حدث فى السابع من أكتوبر ،لذا هو يطيل أمد الحرب للهروب من المحاكمة لأنه يدرك اذا لم يدخل السجن بالفساد سيدخل بسبب تداعيات الأقصى عند انتهائها،
سادسًا: مصر لن تتخلى أبداً عن الفلسطنيين ومايؤكد هذا الدور التاريخى ما قامت به تجاه معبر رفح ورهن المساعدات مقابل خروج الرعايا الامريكان، بالاضافة الى المساعدات عبر الانفاق، وتأكيدًا لذلك حديث الرئيس مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن «إن ما تفعله إسرائيل فى غزة تجاوز حق الدفاع الشرعى عن النفس إلى العقاب الجماعى». ثم مؤتمر قمة القاهرة للسلام .
سابعًا : رفض الدولة المصرية وبشكل قاطع الفكرة الخاصة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، ليس تخليًا عن الفلسطنيين أو التقليل من دورها ولكن التهجير يؤذى المسألة الفلسطينية، ويؤدى إلى تصفية القضية، ويتيح الفرصة للكيان الإسرائيلى لأن يتمدد ويتوغل ويحقق أغراضه الاستعمارية، ومن ذلك التوسع فى بناء المستوطنات على حساب الأرض الفلسطينية.
ثامنا: على الجميع أن يعرف كم الشائعات التى تطال مصر اليوم ولكن بكل تأكيد القيادة السياسية واعية، ولن تنجرف لحرب بالوكالة عن أى دولة أخرى، خاصة أن قرار الحرب ليس بالأمر السهل أوالهيّن، وفى الوقت ذاته لا تتخلى مصر عن دورها العربى والإنسانى، فهى تضغط من خلال المفاوضات ودعوة الأمم المتحدة وهيئات المجتمع الدولى لمساندة الحق الفلسطينى، وهى لا تتأخر عن فتح معبر رفح لتمرير المساعدات والمعونات الغذائية والطبية وغيرها من احتياجات معيشية وضرورية.
تاسعا : بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بداية الحرب بدأ الإعلام حالة الإعتياد مع الحرب على الشاشة، ولولا العنف الإسرائيلى المفرط والابادة اليومية التى يتعرض لها القطاع، لبدأت قصة غزة في التراجع خطوات إلى الوراء في ترتيب الأولويات. لكن العنف الإسرائيلى غير المسبوق حافظ على وضعها في صفوف الاهتمام الأولى. أخشى أن حتى التزايّد الإسرائيلى في العنف نعتاد عليه،
وأخيراً...من وجهة نظرى أن كلمة سامح شكرى وزير الخارجية المصرى اليوم فى مؤتمر عمان من اقوى المواجهات بين أمريكا ومصر منذ إندلاع الاقصى، حيث جاءت كلمة الوزير برسالة قوية وصادمة للولايات المتحدة، بشأن المفاهيم المغلوطة التى تتبنها وتسوقها بشأن أمن إسرائيل وحقها فى الحرب، وكذلك المعايير المزدوجة التى تتعامل بها مع العرب واسرائيل ،والمطالبة بإيقاف الحرب الفورى والإبادة الجماعية وتسهيل دخول المساعدات والأهم رفض مصر القاطع لتصفيىة القضية الفلسطنية بالتهجير او على حساب دول الجوار والتهديد باتساع رقعة الصراع ،،