فريد عبد الوارث يكتب : " العثمانلي الكذاب " .. و شهد شاهد من أهلها
اعتاد " أردوغان " المتاجرة بالقضية الفلسطينية على مدار عقود ، مدعياً بالاقوال و الشعارات الزائفة و ممثلا لدور خليفة المسلمين ! و نحن بدورنا سنبحث في المواقف و الأفعال لنرى الحقيقة بعيدا عن الأكاذيب و نقول له و للمنافقين أتباعه : سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ؟
و ليس أدل على كذبه و متاجرته بدماء الفلسطينيين مما قاله النائب البرلماني التركي " نجم الدين تشالشكان " حين فضح حكومة إردوغان من داخل قبة البرلمان منذ أيام قليله قائلاً :
الطيارون الإسرائيليون الذين يقصفون غزة تدربوا في " قونيا " بتركيا ، و وقود طائراتهم من " إسكندرون " بتركيا أيضاً و الطعام و الماء للصهاينة يأتي من " ألانيا و مانافغات " بقلب تركيا و نحن نحتل المرتبة الأولى بتصدير الحديد لإسرائيل .
إلى هنا انتهى كلام النائب التركي في البرلمان و الذي كشف للعالم ازدواجية و نفاق النظام التركي ، فبرغم الدور الذي حرص أردوغان على تمثيله على مدى سنوات من إطلاق التهديدات و الوعود بالتصدي لجرائم إسرائيل و التجييش الإعلامي المرافق لتصريحاته الطنانة في محاولة لتصوير مواقفه على أنها " بطولية نادرة " إلا أن العلاقات التي تجمع بين أنقرة و إسرائيل أوضح من محاولات إخفائها أو تمويهها بمواقف و أقوال استعراضية فقط.
فها هو العثمانلي المتلون يصرح في عام 2016 : علينا القبول بحقيقة أننا بحاجة لـ إسرائيل ، و هاهو الخليفة المزعوم يزور عام 2005 قبر مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هيرتزل و ويضع إكليلاً من الزهور عليه، كما أن تركيا تعتبر ثاني أكبر حاضنة لمصانع أسلحة جيش الاحتلال بعد الولايات المتحدة، و تعد إسرائيل واحدة من بين أهم الأسواق الخمسة للبضائع التركية، فلا يمكن لأردوغان مهما بالغ في استعراضه اللفظي و مهما حاول اللعب على أوتار القومية و الوطنية والإنسانية أن يخفي ما يجمعه من علاقات متينة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي .
فالعالم كله يعرف أين يتدرب الطيارين الإسرائيلين ، و العالم كله يعرف أن تركيا أكبر عضو مساهم في " الناتو" بالمقاتلين ، و العالم كله رأى و سمع صوتا و صورة من أين خرجت الطائرات و الصواريخ التي دمرت العراق و سوريا و قتلت الشعوب الإسلامية ، أم أننا نسينا قاعدة " أنجرليك " و ما فعلته ؟
أيها الأناضولي الكاذب المخادع كفاك كذباً و متاجره بدماء الأبرياء ، و كفانا تصديقاً لأمثالك فالتاريخ سيكتب خياناتك بحروف من عار و الواقع سيحكي متاجرتك بالضعفاء ، خبتم و خاب مسعاكم و تبؤتم من الفشل مقعداً في الصدارة .
و ما بين مصر التاريخ و الصدق و التضحية و بين تركيا و كذبها كما بين السماء والأرض و كما بين الظلام و النور ، تحيا مصر لتحيا الأمة ، تحيا مصر و كفى .