تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي
الصراع أمر نشأ بنشأة الإنسان فمنذ قديم الأزل ونحن نرى الصراع بين بني البشر لكن تطورت الصراعات مع تطور كل عصر لتظهر بشكل مختلف عن كل حرب سابقة فكل مرة نجد مسارا مختلفا بين البشر إلا صراعا واحدا هو الصراع العربي الإسرائيلي فمنذ ظهور ما عرف بدولة إسرائيل واتخذ الصراع مسارا واحدا لا غيره.
فلسطين هي الاسمنت الذي يجمع العالم العربي معا أو هو المتفجر الذي يفرقه أربا كانت تلك كلمات ياسر عرفات قائد منظمة التحرير الفلسطينية لم يخف عليك عزيزي القارئ ما يحدث لفلسطين حاليا مرورا بحي الشيخ جراح لينتهي بإلقاء الصواريخ على أماكن وبيوت معينة داخل الأراضي الفلسطينية لذلك دعوني أوضح بعض الأمور التاريخية المتعلقة بذلك الموضوع عام ١٩١٧وقبل انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهر لنا وعد بلفور من وزير خارجية بريطانيا جميس بلفور أبان حكم ملك روتشيلد بإعطاء وطن اليهود وجاء على الصياغة التالية سنعطي أرضا بلا شعب لشعبا بلا أرض وحدد أرض فلسطين لتكون تلك الأرض والشعب اليهودي ليكن ذلك الشعب وسمي ذلك الوعد عند العرب بوعد منّ لا يملك لمن لا يستحق كانت فلسطين آنذاك دولة تحت الانتداب البريطاني فكان التصرف فيها أمرا سهلا بعدها بدأت وفود اليهود تجد لنفسها مكانا في أرض دولة فلسطين وقامت بشراء البيوت والأراضي للملكية حتى جاء اليوم الموعود لعام ١٩٤٧ وأعُلنت دولة إسرائيل والتي حصلت على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بواقع اقتسام فلسطين إلى دولتين ذات أراضي مختلفة بنسبة ٥٧٪ أراضي إسرائيلية، ٤٢٪ أراضي فلسطينية وتبقى القدس منطقة دولية ومن تلك النقطة بدأ الصراع العربي الإسرائيلي وأعلنت الدول العربية دخولها لفلسطين بعد رحيل بريطانيا عام ١٩٤٨ وهي لبنان، مصر، سوريا، الأردن، العراق، السعودية والتي نجد ما حدث فيها حدث ولا حرج لا ندري من كان السبب في هزيمة ١٩٤٨حتى الآن وتوالت الحروب العربية الإسرائيلية في عام ١٩٥٦ وعام ١٩٦٧ والتي حققت إسرائيل نجحا على الدول العربية وحصلت على فلسطين بالكامل، قطاع غزة، سيناء، هضبة الجولان، الضفة الغربية، القدس الشرقية من دولة الأردن لمن لم يدم الأمر طويلا خاصة لدول جمهورية مصر العربية فقد مرت بفترة حرب الاستنزاف ومن بعدها حرب السادس من أكتوبر عام 1973 دوى انتصار مصر على أسطورة الجيش الذي لا يقهر لكن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل جعل الأمور مختلفة بعد الشيء فقد أعلن السادات أن حرب السادس من أكتوبر لم تكن سوى وسيلة وليست غاية وشرع في عقد معاهدة سلام والتي تعتبر من أكثر المعاهدات السياسية ذكاء في تاريخ الدبلوماسية المصرية فقد وصل الأمر إلى زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى تل أبيب ومنها استطاعت مصر ارجاع باقي شبة جزيرة سيناء وعلى الجانب الآخر لقت مصر اتهامات من الدول العربية وصلت إلى نقل مقر جامعة دول العربية إلى تونس في تلك الفترة لكن حاولت مصر استرجاع كل المناطق المحتلة في 1967 حيث ذكرت معاهدة السلام بوجود بند صريح بإتاحة حكم ذاتي لصفة الغربية وغزة لكن رفضت قيادة فلسطين تلك المعاهدة لتجد نفسها بين أيادي الكيان الصهيوني والتعرض إلى الاستغلال اليهودي من جانبهم الأمر الذي ظهر جليا في اتفاقية أوسلو عام 1993 والتي أظهرت مدى استبداد الكيان الإسرائيلي والذي طالب الاعتراف الفلسطيني بأحقية إسرائيل 79٪من الأراضي الفلسطينية مع الانسحاب من غزة والضفة الغربية والسماح الشعب الفلسطيني بحكم ذاتي لكن كانت كلمة ذات طابع فضفاض واستمرت مؤامرة المعاهدات حتى عام ٢٠٠٠والتي باءت بأكملها بالفشل بحضور بيل كلينتون رئيس الراحل الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن كما ذكرت تختلف الحروب باختلاف العصور لنجد مسارا جديدا اتجهت له العلاقات العربية الإسرائيلية لما عرف باسم التطبيع وهي محاولة الرجوع العلاقات إلى حالها مرة أخرى وبالتالي بدأت الدول العربية تتخذ ذلك المسار في تحسين علاقات دبلوماسية بين البلدين وقد بدأ الأمر منذ عام 2020 لنجد معظم إن لم يكن كل الدول العربية قامت بأمر التطبيع مع إسرائيل وتم وضع القضية الفلسطينية جانبا من قبل دول العربية وخلال ذلك الوقت نجد ما يحدث في فلسطين ولا يحرك العرب ساكنا.
وخلال الفترة الزمنية الحالية بدأت عملية إلقاء الصواريخ على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية وذلك بعد قصف حركة الجهاد الإسلامي على تل أبيب عدد من الصواريخ ونتيجة لذلك بدأت إسرائيل في عملية القذف بعد إطلاق صافرة الإنذار بعد إعلان حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الحادث بشكل صحفي والذي أسفر عن 15مقاتلا من الجيش الإسرائيلي وبالتالي استهدفت عمليات القذف الإسرائيلي قائد الحركة تيسير الجعبري والذي قتل مساء يوم الجمعة والذي قتلا خلال القذف 24قتيلا من ضمنهم فتاة ذات خمس سنوات و200مصاب خلال عمليات القذف الأمر الذي دفع المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات اللازمة لعملية وقف إطلاق النار وعليها طالب الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار وضبط النفس، وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية طلبها حول وقف عمليات العنف بشكل سريع.
وفي النهاية يمكن القول حول القضية الفلسطينية أنها صراع منذ عقود واستمرار الصراع باستمرار وجود دول تدعم المجتمع اليهودي دون النظر إلى الأحقية التاريخية لدولة فلسطين ومعظم الدول تنظر إلى كونها دولة يمكن الاستفادة منها دون غيرها ولا تهتم لما يحدث لشعب دولة فلسطين وفي النهاية يمكن القول إن الصراع العربي الإسرائيلي سيستمر مادام وجود دولة واحدة وشعبان يدعى كل منهما أحقيته في الأرض لكن صراع الدول العربية مع اسرائيل يمكن القول إنه سيستمر على حسب ما تمليه المصلحة الوطنية لكل دولة.