المرأة .. بين القوة والضعف
صدَق شكسبير حين قال : إن المرأة العظيمة تلهم الرجل، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه، بينما نجد أن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالاعجاب .. ولكن المرأة العطوف .. المرأة الحنون، وحدها هي التي تفوز بالرجل في النهاية.
للمرأة دور كبير في حياتنا أماً وأختاً وزوجة .. وملهمة أيا كانت صفتها .. لها أدوار متفاوتة سلبية أحيانا وإيجابية أحيانا أخرى
وصدق أحمد شوقي حين قال :
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
ففي المرأة ومنها تنطلق أسس التربية والسلوك والعادات التي يكتسبها الأفراد جميعا وتبقى متلازمة لهم في حياتهم .. والمرأة هي أساس البيت .. وركيزة استقراره .. وهي المدرسة الأولى والأساسية للتربية والتعليم .. وهي التي وصفها الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو قائلا : المرأة هي مصنع الرجال .. فإن أردتم رجالا عظاما أفاضل، فعلموا المرأة ما هي عظمة النفس وما هي الفضيلة.
وفي تاريخ الأمم والشعوب المرأة غالبا ما كانت المحرك الأساسي للأحداث .. ومنها ولأجلها اهتزت ممالك وسقطت عروش .. وفي سيرة العشق دائما كانت المرأة هي الطرف الأقوى حتى وإن اشتهرت بالضعف .. وخير دليل على ذلك أن التراث مليء بآلاف قصائد العشق وقصص الحب والغرام التي يخلدها الرجال .. ومن النادر أن نجد بوحا لامرأة في غرام أو هوى.
يقولون: قوة المرأة في دموعها .. وهي قوة لا تقهر .. وقد وصفها توفيق الحكيم بالقول : المرأة كالطبيعة .. في يديها عبقريتان ، عبقرية الفناء ، وعبقرية البناء.
للمرأة أسرارها التي يعجز أعتى الرجال عن اكتشافها .. ولها أسلحتها التي تعجز أعظم قوة عن تفكيكها .. والمرأة الذكية هي التي تجيد استخدام مشاعرها بدلا من مفاتنها .. وقد قيل لسقراط من هي أعظم امرأة في نظرك؟ أجاب : هي التي تعلمنا كيف نحب ونحن نكره ، وكيف نضحك ونحن نتألم.
للمرأة خصوصية التعامل .. وكل امرأة لها ذاتها وأصولها .. لا قاعدة في النساء .. لكل منهن سياسة .. وقد وصفت ماري لويز المرأة بالقول : هي كالمدن .. إذا عرفت كيف تطرق بابها .. استوليت على قلبها وروحها وجسدها.
تضعف المرأة في الحب .. وتقوى في الكره .. إذا أحبت رضخت واذا كرهت استأسدت .. ولا يظن رجل أنه قد حكم قلب امرأة .. أو ملك حواسها .. فهي تعطي اذا شاءت وتمنح اذا أرادت .. لكنها قد تتنازل إذا أحبت.
جمال المرأة في روحها .. لا جمال في الجسد والوجه .. تغوي الروح ما يعجز عنه الجمال .. وكم من جميلة كانت سببا للشقاء .. وهي كالوردة كما وصفها أرسطو .. تجذب الرجل بأريجها .. لتلسعه بأشواكها.
لا أؤمن بضعف المرأة وأجدها أقوى كثيرا من الرجل في نواح كثيرة .. وصدق من قال : دموع المرأة أشد تأثيرا من سيف الرجل..