أحمد قنديل يكتب .. ”الكيفيات الخمس” تعددت الرايات وتوحدت الأهات !!!
*كيف نطالب المجتمع الدولي بالإعتراف بنا ونحن أنفسنا لا يعترف بعضنا بالبعض؟
*كيف نطالب المجتمع الدولي بدعم فلسطين ، وبعض الدول العربية لا تدعمها ولو بكلمة ؟
*كيف نطالب المجتمع الدولي بمناهضة الكيان الإسرائيلي ، وأغلب الدول العربية تتراقص مع الصهاينة وتطبع معهم ؟
*كيف سندافع عن الأراضي العربية ، وبعضنا يدمر جيوش البعض الآخر ، ويقلل من كفاءتها أمام الأعداء ؟
*كيف تكون لنا الغلبة وأغنيائنا يذهبون بأموالهم ، وثرواتهم ، واستثماراتهم الي الغرب ، وأغلب دول العرب يقتلها الفقر ؟
كل يوم نخلد إلى النوم ونستيقظ ، وتلك المشاهد التي يندى لها الجبين نصب أعيننا ، وأذاننا تسمع صرخات فلسطين الذبيحة .
فهل أصبحنا "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ" ؟
أم ماذا أصاب الأمة العربية ؟
هل أصبح بالفعل الدولار سيدا للأحرار؟
أم أصبح الدم العربي مستباح؟
الناظر المتأمل فيما يحدث ، يرى ويعي أن ما نحن فيه الآن ماهو إلا نتاج سنوات من الفرقة والتصارع على السلطة ، والإقتتال من أجل البقاء على كراسي الحكم .
فبعدما سيطرت بريطانيا على فلسطين بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية التي كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط في الحرب العالمية الأولى.
كانت تسكن هذه الأرض غالبية عربية ، وأقلية يهودية.
لكن اليهود إستغلوا إنشغال البعض باهواءهم ، ومصالحهم الشخصية ، وتوسعوا في بناء دولتهم ، وعملوا على زرع الفرقة بين أبناء الشعب الواحد ، حتى يتمكنوا من الإنتصار على الإرادة الشعبية الفلسطينية ، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر داعم لقيام هذا الكيان الإسرائيلي المعتدي الغاشم .
عندما فازت حماس بالانتخابات الفلسطينية الأخيرة في عام 2006، في العام التالي سيطرت الحركة على غزة بعدما أطاحت بحركة فتح المنافسة التي يترأسها محمود عباس، ومقرها الضفة الغربية
بدأ الإنقسام الفلسطيني الداخلي ، والصراع على السلطة مما أجهض القوى الشعبية الفلسطينية ، وأصبح كل فصيل في إتجاه مغاير تماما عن الآخر !
ثم جاءت سنوات الإنقسام الفلسطيني الذي أطلق عليه البعض "صراع الأخوة" بعدما ظهرت فلسطين بشكل سياسي منقسم عام 2007م في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وذلك من خلال جبهتين منفصلتين .
حيث سيطرت حركة فتح على الضفة الغربية ، وحركة حماس على قطاع غزة.
منذ هذا الحين وبعد سلسلة من التناحر ونشوء أزمات سياسية داخلية عرقلت الإنتقال السلمي للسلطة داخلياً ، وإظهار الفرقة وعدم التوافق أمام المجتمع الدولي خارجياً ، مما جعل الدولة في مهب الريح ، وأصبحت الضفة الغربية لا تعترف بحماس ، وحماس لا تعترف بفتح ، واصبح المستفيد الوحيد من هذا التناحر والإنقسام هو المحتل الإسرائيلي .
فكيف نطالب المجتمع الدولي بالإعتراف بدولة فلسطين ونحن أنفسنا لا يعترف بعضنا بالبعض ؟
لكن الحق يقال والشاهد على الأحداث الماضية ، والحالية يرى أنه رغم هذا الإنقسام إستطاعت حركة حماس إجبار الجيش المحتل على الإنسحاب من القطاع عام 2005م الذي تسيطر عليه الحركة منذ ذلك الوقت .
وفي المقابل لم تنجح السلطة الفلسطينية بما لديها من صلاحيات ودعم عربي سواء كان دعماً مالياً أو سياسياً ، وعلاقات دبلوماسية جيدة ولو بعض الشيء مع إسرائيل، في بناء قوة عسكرية .
إلا أن إسرائيل أبقت على قواتها العسكرية بالضفة الغربية ، بل وتوغلت ووسعت عمليات الإستيطان في الضفة مما جعل الجميع يرى أن السلطة الفلسطينية لم تنجح في التقدم للأمام ولو خطوة واحدة لتجميد هذه العمليات الاستيطانية ، لاسيما وأنه كان من الضروري أن تمارس السلطة حقها في الدفاع عن الأرض ، والمقدسات كامثيلاتها من الفصائل الأخرى مثل حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما ، والتي لم تترك المحتل ينعم بالراحة ، وجعلت السلاح دائما في مواجهتة .
أسباب كثيرة تجعلنا نتسائل :
ماذا تفعل بعض الدول التي تطالبها الشعوب العربية ، بل ماذا يفعل العالم بأكمله لأهل فلسطين في ظل هذا الإنقسام ؟
هل يؤيدون فصيل على حساب الآخر ؟
أم يعترفون بفصيل ويقصون آخر ؟
لابد من الإتحاد الداخلي أولا ونبذ الخلافات السياسية ، والفرقة كي نستطيع مواجهة الخطر الخارجي ، ونحن يدأ واحدة ، لا أهواء لنا ، ولا مقاصد إلا تحرير الأرض ، ومقاومة الإحتلال.
بل لابد من إتحاد العرب جميعاً لمواجهة تلك التحديات الصعبة التي تواجهها الشعوب العربية .
فما رجحت كفة إلا على حساب الأخرى .
لابد من توسد الحكم من قبل قائد لدية حيوية سياسية قتالية تتميز بدعم شعبي فلسطيني لقيادة القضية الفلسطينية ، والخطو بها بخطى ثابتة نحو تحرير الأرض ، ومقاومة الإحتلال من جديد ، فلن يصنع الإنتصار إلا من فقد الديار.
فما نراه الآن من شعوب بعض الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية وطيدة تمتد إلى حد العلاقات شبه الأسرية بالكيان الإسرائيلي من خلال منابرها الإعلامية من نداءات عن بعد لدعم الشعب الفلسطيني ماهو إلا نفاق جوهره الخسة والنذالة .
نحن نقول لهم نعم لاستمرار دعم القضية الفلسطينية في إطار المسؤلية التي حملتها مصر على عاتقها من قديم الأزل ، والتي لايعلمها الكثير من الأجيال الحالية .
ولكننا نتسائل ونحن في حيرة شديدة ، واندهاش أشد من مواقفكم
أين أنتم من فلسطين ؟
لقد إمتلأت مهرجاناتكم بقبعات اليهود ، والتوت ألسنتكم وتحدثتم بلغتهم ، واصبحتم بسياسة ولاة امركم إخوانا !
أين أموال ثرواتكم الطبيعية التي أنعم الله تعالى عليكم بها ؟
أين أبنائكم الذين يتراقصون في الملاهي الليلية مع الصهاينة ؟
أين موقفكم من التطبيع المشين الذي أعطى الضوء الأخضر لموت ونسيان القضية الفلسطينية ؟
جعلتم أبنائكم يظنون أن بعض العرب هم أعدائهم الطامعين في ثرواتهم ، واليهود المحتلين هم صفوة الخلق ، ونعم الرفيق ؟
قولوا لنا أين أنتم يا أصحاب الحناجر الجوفاء ، يامن تبكون بعيونكم وقلوبكم غلفا ؟
والآن : أما حان الوقت لإعلان إلغاء كافة المعاملات التجارية والاستثمارية والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، والإلتفاف حول هدف عربي موحد يهدف إلي إستخدام المقومات العربية للضغط على
المجتمع الدولي لمناهضة جرائم الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
كفانا تدفيق أموال إلي الغرب ، ولنسعى جاهدين إلي التطبيع مع الدول التي بكت من أجل غزة، وتعاطفت مع الشعب الفلسطيني ، وناهضت الإعتداءات على الأطفال والنساء ، واغتصاب الأرض ،
"الجميع يجملون الواجهات الخارجية ويهملون الحجرات الداخلية " في زمان تعددت فيه الرايات وتوحدت من أجل فلسطين .. الأهات !!!!