باحثون أوربييون: تدريس اللغة العربية في مختلف دول العالم يهيئ بيئة خصبة للتفاهم والحوار
أكد عدد من الباحثين والأكاديميين الأوروبيين، أن تدريس اللغة العربية في مختلف دول العالم، يهيئ بيئة خصبة للتفاهم والحوار، ويعزز قيم الأخوة والسلام العالمي، مشيرين إلى أن المعارف والعلوم التي قدمتها اللغة العربية كان لها أثر كبير ومباشر على تحقيق النهضة الحضارية في مختلف بلدان أوروبا، واستعرضوا تجارب رائدة لعدد من المراكز والجامعات الأوروبية التي أتاحت الفرصة لطلابها لاستكشاف وتعلم العربية.
جاء ذلك خلال فعاليات (مؤتمر الشارقة الدولي الأول لدراسات اللغة العربية في أوروبا)، الذي نظمه (مجمع اللغة العربية بـ الشارقة) في دارة الدكتور سلطان القاسمي، تحت عنوان "الدراسات العربية في أوروبا: واقعٌ وآفاق"، واختتم المؤتمر أعماله بمشاركة أكثر من 22 باحثًا ومتخصصًا من 11 دولة.
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال الدّكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عامّ مجمع اللغة العربية بالشّارقة: "يجسّد هذا المؤتمر منصّة عالميّة فذّة تترجم رؤية وتطلّعات الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، الذي يجمع من خلاله أصحاب التّجارب العالميّة الرّائدة في نشر اللغة العربية، للتّشمير عن ساعد الجِدّ والعمل في مناقشة حاضر ومستقبل اللغة العربية بين بيتها العربيّ وإشعاعها العالميّ، إذ يتجاوز المؤتمر كونه مجرّد تجمّع علميّ عابر، إلى دليل عمليّ يؤكّد الأهمّيّة الإستراتيجيّة للّغة العربيّة في العالم اليوم، وأن دورها في الحاضر والمستقبل لا يقلّ أهمية عن دورها التّاريخيّ العظيم الذي استفادت منه مختلف حضارات العالم، وأثرى التّراث العالمي بنتائج معرفيّة وعلميّة لم تزل باقية في ذاكرة التّاريخ الإنسانيّ".
وحول أهمّيّة المؤتمر، تحدّث الدّكتور عبدالله الوشمي الأمين العامّ لمجمع الملك سلمان العالميّ للّغة العربيّة، قائلًا: "يندرج المؤتمر ضمن محاور السّياسات اللّغويّة التي تعنى برصد حالة اللّغة العربيّة في العالم".
بدوره، قال الدّكتور عبدالحافظ عبدالوهاب الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة: "يترجم هذا المؤتمر الإقبال الكبير الذي نشهده من مختلف دول العالم على تعلّم اللغة العربية لأبنائها، وهذا ما يجعل من المؤتمر بيئة خصبة للحوار والتّعاون والتّواصل الحضاريّ، إذ رأينا من خلال الدّراسات المتعمّقة أن إتقان اللّغة العربيّة من غير النّاطقين بها عامل مؤثّر في تعميق التّواصل والتّعارف، لأنّهم تشرّبوا الثّقافة العربيّة واستطاعوا أن يتعرّفوا على أخلاق العرب وقيمهم، ومن خلال هذه المؤتمرات نسعى إلى توسيع رقعة المتحدّثين بـ اللغة العربية في العالم، وهو ما يجعل المؤتمر بداية لعمليّة مستمرّة في فتح آفاق التّعاون اللّغوي مع مختلف قارّات العالم".
وعقدت خلال اليوم جلسة بعنوان "تعليم اللّغة العربيّة في فرنسا، كازاخستان، ألمانيا، وإسبانيا"، و الجلسة الثّانية، حملت عنوان "واقع الدّراسات العربيّة في كازاخستان، تركيا، وإيطاليا"، فيما حملت الجلسة الثّالثة عنوان: واقع الدّراسات العربيّة في النّمسا، الدنمارك، روسيا وإيطاليا.