كيف عبرت الصواريخ الإسرائيلية إلى إيران دون اعتراض؟!.. أسئلة الغضب والصمت

في زمنٍ أصبحت فيه السماء مكشوفةً بالأقمار الصناعية والرادارات، تُفاجئنا إسرائيل بقصفٍ داخل العمق الإيراني، وتثور في رؤوسنا جميعًا الأسئلة المشروعة: كيف مرّت تلك الصواريخ أو الطائرات دون أن يعترضها أحد؟ وأين كانت الدول التي يُفترض أنها تمتلك السيادة على الأجواء التي مرّت بها؟
ليس الأمر بسيطًا، فحين تضرب إسرائيل منشآت حساسة داخل إيران، لا بد أن شيئًا كبيرًا حدث خلف الكواليس، وأن هناك دولاً سمحت، أو على الأقل، غضّت الطرف.
أين مرت هذه الصواريخ؟
أغلب التحليلات العسكرية تشير إلى أن المسار المحتمل كان إما عبر الأردن والعراق، أو حتى باستخدام أجواء دول الخليج الشرقية. وإن لم تكن من خلال طائرات، فربما كانت صواريخ بعيدة المدى أُطلقت من البحر أو من قواعد سرّية في مناطق قريبة.
لكن الصادم في المشهد أن أيًا من هذه الدول لم تُعلن رصدًا ولا اعتراضًا، بل ولم يصدر أي بيان توضيحي، ما يعيدنا إلى السؤال الأهم: هل كان المرور صامتًا بقرار سياسي؟
لماذا لم يتم الاعتراض؟
قد تكون الأسباب متعددة:
بعض الدول تخشى التورط المباشر في صراع إقليمي كبير.
ضعف التغطية الرادارية في مناطق نائية، خاصة في صحراء الأنبار بالعراق أو بادية الأردن.
وربما – وهذا الأرجح – هناك تفاهمات أمنية غير معلنة، تسمح بمرور هذه العمليات في ظروف معينة دون تدخل.
الحقيقة المُرّة:
إذا ثبت أن الضربات جاءت من طائرات أو صواريخ مرّت عبر أجواء عربية، فذلك طعنة في خاصرة السيادة، ويكشف عن مدى هشاشة المواقف في عالم عربي غارق في الصمت، حتى عندما تُستخدم أراضيه وأجواؤه كمنصات للعدوان.
وأخيرًا...
في وقتٍ يحتاج فيه العالم العربي إلى موقف موحد للدفاع عن أمنه ومصالحه، نكتشف أن قرارات كبرى تمر من فوق رؤوس الشعوب، بصمتٍ كامل من أنظمتها.
فهل لا تزال السماء لنا؟ أم أنها أصبحت ممرًا لمن يدفع أكثر أو يفرض سيطرته بلا استئذان؟