18:10 | 23 يوليو 2019

نقطة اللاعودة: الشرق الأوسط يشتعل بين الحسابات النووية والمخاوف الإقليمية"

10:23am 13/06/25
صوره ارشيفيه
احمد الشبيتي

في تطور خطير وغير مسبوق، شنت إسرائيل فجر اليوم هجومًا واسع النطاق على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، مستهدفة بحسب مصادر متعددة نحو 20 منشأة استراتيجية، بينها منشأة التخصيب النووي في "نطنز"، ومواقع تابعة للحرس الثوري، مع أنباء عن استهداف شخصيات نووية وعسكرية رفيعة.

 

ورغم أن الإعلام الإسرائيلي يروج للعملية كنجاح خاطف ومحدد الهدف، إلا أن هناك ضرورة لتصحيح عدد من المعلومات المتداولة:

 

أولاً: لا توجد حتى اللحظة تقارير رسمية موثقة تؤكد نجاح إسرائيل في تدمير منشأة نطنز بالكامل أو اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني. المصادر المتداولة حتى الآن إما صحافة معارضة أو نقل غير مباشر من شبكات غربية غير موثقة رسميًا.

 

ثانيًا: الحديث عن "إنتاج 15 قنبلة نووية إيرانية خلال شهور" هو مبالغة استراتيجية تُستخدم لتبرير الهجوم أمام المجتمع الدولي، خاصة أن تقارير وكالة الطاقة الذرية الدولية لم تشر إلى اقتراب إيران بهذا الشكل من إنتاج سلاح نووي.

 

ثالثًا: توقيت الضربة لا يمكن فصله عن سياق الانتخابات الأمريكية، وتصاعد التوتر الإقليمي. ويبدو أن التنسيق بين إسرائيل وأطراف غربية كان هدفه إرسال رسالة مزدوجة لإيران ولحلفائها، وليس فقط ضرب برنامجها النووي.

 

الرؤية العربية والدولية:

الموقف العربي انقسم إلى ثلاث معسكرات:

 

1. الصمت الحذر: مثل مصر والأردن والمغرب، والتي تراقب المشهد دون مواقف واضحة حتى الآن.

2. التأييد الضمني: من بعض دول الخليج التي تنظر إلى إيران كتهديد مباشر، وتعتبر أي ضرب لبرنامجها النووي تقليصًا لهذا الخطر.

3. القلق الصريح: من العراق ولبنان وسوريا، التي قد تتحول إلى ساحات حرب مباشرة إذا قررت إيران الرد من خلال أذرعها.

 

أما على الصعيد الدولي:

الولايات المتحدة حاولت التملص من المشاركة الفعلية رغم علمها المسبق، وسارعت إلى إجلاء دبلوماسييها من قواعد في الخليج.

 

روسيا والصين دانتا الهجوم بشدة، واعتبرتاه تهديدًا للاستقرار العالمي ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة.

 

أوروبا دعت إلى ضبط النفس لكنها لم تُحمّل إسرائيل مسؤولية مباشرة، ما يعكس انقسامًا حادًا في الرؤية الغربية.

 

ماذا بعد؟ (السيناريوهات المحتملة)

 إذا قررت إيران الرد عسكريًا، فالعالم يقف على حافة حرب إقليمية مفتوحة تشمل:

قصف مباشر لتل أبيب أو منشآت حيوية داخل إسرائيل.

استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.

فتح جبهات مع حزب الله في الشمال، والحوثيين جنوب الجزيرة.

 

 أما في حال اختارت إيران "الرد المؤجل" عبر أدوات دبلوماسية وضربات نوعية غير مباشرة، فقد نشهد فترة تصعيد بطيء لكنها أكثر خطورة واستنزافًا، خاصة مع احتمال دخول قوى دولية في لعبة النفوذ.

 

وأخيرًا…

من الخطأ اعتبار ما حدث فجر اليوم ضربة منعزلة. بل هو إعلان غير رسمي عن دخول الشرق الأوسط مرحلة "الردع النووي بالضربات الوقائية"، وهو تطور كارثي يحمل تبعات أمنية واقتصادية مرعبة للعالم، وللمنطقة التي لم تتعافَ أصلًا من آثار الحروب السابقة.

 

في انتظار الرد الإيراني، العالم يحبس أنفاسه.

فهل نحن على أعتاب حرب الخليج الثالثة، أم مجرد استعراض عضلات نووي؟

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn