18:10 | 23 يوليو 2019

"روتين البيوت المصرية... حيث يصنع الحب أو يُنسى"

10:02am 11/06/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

من أقصى الجنوب في أسوان والنوبة، إلى أقصى الشمال في الدلتا والإسكندرية، تدب الحياة في كل بيت مصري مع أول أذان للفجر. تستيقظ الأم، وربما الأب، على صوت المنبه أو صوت الطفل الذي لم يكمل نومه. تُضاء أنوار المطبخ، ويبدأ يوم جديد لا يختلف كثيرًا عن سابقه... ولكنه لا يشبهه في شيء.
تحضير الفطور، تجهيز "اللانش بوكس"، كيّ الملابس، إيقاظ الأولاد، ومناوشات صباحية بين من لا يريد الذهاب للمدرسة، ومن نسي كراسته، ومن لم يجد شرابه. يخرج الأب إلى العمل، أو ربما خرجت الأم أيضًا... وبدأت دوامة الحياة.
في منتصف النهار، تعود الأم من عملها أو تنتهي من المهام المنزلية لتبدأ مهمة أخرى: إعداد الغداء. تقف أمام الأكل وكأنها في مهمة مقدسة، تعد الطعام لأفراد أسرتها وكأنها تقدّم قربانًا من حب لا يُرى. يعود الأب، وربما يكون مرهقًا فلا يشعر بشيء سوى رغبته في الهدوء. يتناول الطعام ويجلس، وربما ينام قليلاً، ثم يعود من جديد للدوامة.
أما المساء، فحدث ولا حرج. مذاكرة للأولاد، غسيل ملابس، تنظيف، تسوق، شكاوى من الأسعار، مطالب لا تنتهي، صراخ، توتر، وربما قسوة. ثم يأتي الليل، الكل يستعد للنوم، ولا أحد يسأل: هل أنتِ بخير؟ هل أنتَ متعب؟ هل ضحكت اليوم؟ هل احتجتني ولم أكن معك؟
هكذا تمر الأيام... روتين يتكرر، وتفاصيل تستهلكنا حتى نخاف أن ننسى لماذا بدأنا حياتنا سويًا من الأساس. نسينا أن نحب، أن نحتوي، أن نرحم، أن نُقدّر.
الحياة الزوجية ليست طقوسًا يومية فقط، لكنها عبادة.
قال رسول الله ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي."
فأين نحن من هذا الخير؟
هل نحس ببعضنا؟
هل نُراعي مشاعر من نعيش معهم؟
هل الأم تجد كلمة شكر؟
هل الأب يجد من يُقدّر تعبه؟
هل الأولاد يشعرون بالأمان؟
هل البنات يسمعن كلمة "أنا فخور بكِ"؟
أم أن كل فرد فينا أصبح آلة تطلب ولا تُعطي، تتأفف ولا تصبر، تحاسب ولا تُسامح؟
أيها المصريون... في بيوتكم تصنعون الجنة أو تُشعلون نار الجحيم.
اصنعوا الحب ولو بكلمة.
اصنعوا العطف ولو بنظرة.
اصنعوا الرحمة ولو بصمت وقت الغضب.
فإن أعظم البيوت ليست التي فيها أثاث فاخر، ولكن التي فيها قلب صادق.
الحياة الزوجية هي أعظم مدرسة... فيها نتعلم الصبر، ونمارس العطاء، ونتذوق المعنى الحقيقي للسكن والمودة والرحمة.
فلتكن دعوتنا اليوم:
اللهم ارزقنا بيوتًا تُعانق فيها الأرواح قبل الأجساد،
وتسكن فيها القلوب قبل الأبدان،
واجعلنا ممن يُحيون بيوتهم بالحب، لا ممن يطفئون أنوارها بالأنانية.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn