"حوت السحر... من ألقى السم في مياه الناس؟"

الصورة: ورقة سحرية مكتوبة وملفوفة على حوت صغير، أُلقي بها في مياه النهر بعد استخراجه مشهد يختصر كيف أصبح السحر وسيلة دمار تُخفى تحت ستار الوهم.
هل سألتم أنفسكم يومًا: ماذا يستفيد من يقوم بعمل السحر؟!
تفريق زوج عن زوجته؟ زرع محبة مزيفة؟ إمراض إنسان بريء؟ دفعه نحو الجنون أو حتى الموت؟!
أي قلب يحوي كل هذا السواد؟ وأي عقل يظن أنه سينجو من عدالة السماء أو الأرض؟
لقد باتت قصص السحر والشعوذة تطرق أبوابنا كل يوم، ليس في كتب الأساطير بل في بيوت حقيقية دمرتها الأوهام. نرى أشخاصًا يُنفقون المال ويُهينون الكرامة ويبيعون الضمير في سبيل "سحر" يظنون أنه سيعيد لهم محبوبًا، أو يبعد عنهم غريمًا، أو يحقق لهم غاية، وهم في الحقيقة لا يجنون إلا سخط الله ودمار النفس.
يقول الله تعالى:
"ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى" (طه: 69)
ويقول أيضًا:
"وما يُعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر" (البقرة: 102)
فمن يتعامل مع السحر قد كفر بنعمة الله، وتجرأ على حدود دينه، وشارك في خراب حياة غيره عن قصد وسبق إصرار.
لكن العقوبة ليست فقط من الله، بل القانون المصري كذلك لا يتهاون في هذه الجرائم.
فوفقًا لقانون العقوبات، يُعاقب كل من يرتكب أعمال السحر أو يمارس الشعوذة بالحبس والغرامة، خاصة إذا اقترنت هذه الأعمال بأذى مادي أو نفسي للمجني عليه. كما يُحاسب من يذهب إلى هؤلاء الدجالين ويشارك في الجريمة كشريك أو محرض.
الصورة التي ترونها لحوت صغير تم لفه بورقة وأُلقي في المياه. هذه ليست خرافة، بل حقيقة تقشعر لها الأبدان. أي قلب يرضى أن يُلقى بسحر في النهر ليُسمم حياة أحدهم بالظلم؟! أتظنون أن الله غافل؟!
أيها السحرة والمشعوذون، والذين تلجأون إليهم...
اتقوا الله، فقد هُدمت بيوت بسببكم، وتشردت أسر، ومرض الأبرياء، ومات بعضهم دون ذنب...
هل ترتاح ضمائركم وأنتم تعرفون أنكم السبب؟
هل تنامون ليلًا وأنين المظلومين في أعناقكم؟
كفّوا أيديكم قبل أن يأخذ الله حق من لا يستطيع أن يدافع عن نفسه.
وخاتمة نقولها بقلب ناصح:
السحر لن يُسعد قلبًا، ولن يعيد محبوبًا، ولن يرفع عدوًا، بل هو طريق مختصر إلى جهنم، في الدنيا والآخرة.