🕌 نداء الجمعة.. أين أنتم من الصلاة

في كل أسبوع، يأتينا يوم هو خير الأيام، فيه ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه، يوم اجتمعت فيه الفضائل وتجلّت فيه البركات، إنه يوم الجمعة.
لكن يا للأسى، ما نراه اليوم في بيوت الله مؤلم ومحزن...
أين أنتم أيها الشباب؟ أين أنتم أيها الآباء والأبناء؟
أين أنتم من نداء الحق؟ من نداء: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"؟
ندخل المسجد قبيل الخطبة فلا نجد إلا القليل، والصفوف خاوية إلا من أصحاب الهمم والقلوب العامرة، أما البقية؟
فإما نائم، أو منشغل، أو يتأخر حتى الإقامة، ثم يدخل مهرولًا كأنما أُجبر على أداء فرض لا يعجبه!
وحين تنتهي الخطبة والصلاة، نرى الخروج السريع، كأن القلوب لم تتعلق بكلمة، ولم تتأثر بآية، ولم تنتبه لموعظة!
لكن إن قلنا هناك مباراة هامة مساء الجمعة، امتلأت المقاهي، واشتعلت الحماسة، وبدأت التحضيرات من الظهر، وتُركت الأعمال والواجبات، وتفرغ الجميع للحديث والتخطيط والمشاهدة.
فهل أصبحت كرة القدم أحبّ إلينا من صلاة الجمعة؟
هل باتت دنيانا أعظم في أعيننا من ديننا؟
أين نحن من أمر الله حين قال:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" [الجمعة: 9]
يا شباب الأمة، يا شيوخها، يا صبيتها، إن أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.
ألا تستحق صلاة الجمعة أن نستعد لها؟ أن نغتسل، ونتطيب، ونأتي مبكرين، ونستمع للخطبة بخشوع؟
ألا تستحق منّا خشوعًا أكثر من مباراة لا تقدم ولا تؤخر في كتاب أعمالنا؟
ألا يستحق بيت الله أن نُعمره كما نعمر مجالس الدنيا؟
📩 رسالة اليوم:
لكل شاب يتأخر عن الجمعة، لكل رجل اعتاد الدخول مع الإقامة، لكل مسلم يستهين ببركة هذا اليوم العظيم:
اتقِ الله في نفسك، وأعطِ الصلاة حقها، وكن من عُمّار المساجد، ولا تكن من الغافلين.
استقيموا يرحمكم الله... فإنها دعوة من الإمام، ولكنها نداء من الرحمن.