18:10 | 23 يوليو 2019

عامل النظافة.. كرامة الوطن المهدورة

3:33pm 29/05/25
صورة أرشيفية
احمد الشبيتى

في كل صباح، قبل أن يستيقظ الناس، يكون قد بدأ يومه في صمت. يحمل مكنسته، يجمع النفايات، يُنظف ما أفسده غيره، يرفع عن الشوارع ما يسدُّ أنفاس المدينة، ليبقى وجه الوطن نقيًا. إنه عامل النظافة، ذاك الجندي المجهول الذي يمر أمامنا دون أن نكترث، وكأن وجوده جزء من المشهد اليومي، لا أكثر.
لكن، لحظة صدق مع النفس: هل سألنا يومًا عن حاله؟ عن مرتبه؟ عن أسرته التي تنتظره ليعود من عمله الشاق، خالي اليدين؟ هل نعلم أن كثيرًا منهم يعملون بعقود مؤقتة، أو ما يُعرف بـ"السركي"، لا مرتبات ثابتة، ولا تأمين صحي، ولا أمان وظيفي؟!
إنه صوت أبٍ لا يُسمع، يصرخ من داخله صرخة موجعة، تردّدها جدران بيتٍ بارد في الشتاء، خانق في الصيف، صرخة أم تعمل معه في صمت، تمسح عرقها ودموعها بيد واحدة. وأطفاله؟ أليس لهم الحق في تعليم جيد؟ في وجبة كريمة؟ في ملابس لائقة؟
أيها المسؤول، أيها المواطن، أيها الإنسان... أليس من العدل أن نعيد له كرامته؟ أليس من الدين أن نحفظ له حقه؟ أليس من الأخلاق أن نبتسم في وجهه، أن نشكره، أن نرفع من قدره؟
عامل النظافة لا يطلب سوى القليل: مرتب يكفيه، معاملة حسنة، زِيّ يحميه من برد الشتاء وحر الصيف، ووجبة تسنده في ساعات العمل الطويلة. ألا يستحق هدية نهاية العام؟ أو تكريمًا من المحافظ؟ أو حتى كلمة طيبة من الناس؟!
يا أصحاب القلوب الرحيمة، إن كنتم تسعون إلى إصلاح حقيقي، فابدأوا من الشارع. نظافة الطريق مرآة لضمائرنا، وعامل النظافة مرآة لإنسانيتنا. لا تنسوا أن النبي ﷺ قال: "إِن اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ". أفلا يكون الإحسان إليه أولى؟
أعيدوا له حقه في التعيين، وحقه في الأمان، وحقه في الكرامة. فالوطن لا يُبنى بالكلام، بل يُبنى بالعدل.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn