ماذا أعددنا في هذه الأيام المباركة؟
في خضم انشغالات الحياة وتسارع أيامها، تمر بنا مواسم الطاعات ونحن غافلون أو منشغلون عنها بما لا يُغني ولا يُثري. وها هي أيام العشر من ذي الحجة قد أقبلت، وهي من أعظم أيام الدنيا كما أخبرنا النبي ﷺ، ففيها تتضاعف الحسنات، وتُفتح أبواب السماء، ويُستجاب الدعاء، وتعلو الدرجات.
لكن السؤال الصادق الذي يجب أن يطرحه كلٌّ منا على نفسه:
ماذا أعددنا لهذه الأيام المباركة؟
هل جددنا النية؟
هل خططنا لأعمالٍ صالحة تقربنا من الله؟
هل وقفنا لحظةً مع أنفسنا لنقول: آن الأوان أن أعود، آن الأوان أن أتغير؟
لنذكر أنفسنا:
بالصلاة على وقتها بخشوعٍ وطمأنينة.
بذكر الله: التهليل، التكبير، التسبيح، والتحميد، فهي زاد هذه الأيام:
"فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".
بالدعاء لأنفسنا ولأحبابنا ولأمتنا، ففي هذه الأيام مواطن استجابة، ورب دعوة صادقة تفتح لنا أبواب الخير المغلقة.
بإماطة الأذى عن الطريق، فكم من عمل بسيط رفع صاحبه في عليين، وكم من صدقة خفية كانت سببًا في رحمة عظيمة.
بالتحلي بالصبر في التعامل مع الناس، والصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، فالصابرون لهم أجر غير محسوب.
بالصدقات، فلو بالقليل، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ.
فرب ريال أنفقته في هذه الأيام خير لك من مالٍ كثير في غيرها.
بصلة الأرحام، والتسامح، والعفو، والتبسم في وجه الناس، والكلمة الطيبة، فكلها عبادات يغفل عنها الكثير، وهي مفاتيح القلوب.
بعمل الخير أيًا كان نوعه، صغيرًا كان أو كبيرًا، فالله لا يضيع أجر المحسنين.
اغتنموا هذه الأيام
يا من ضاقت عليه السبل، ويا من أثقلته الذنوب، ويا من أظلم قلبه من كثرة الانشغال بالدنيا…
هذه فرصتك، وهذه أيّام القرب والمغفرة والرحمة، فلا تضيعها.
فكل لحظة فيها كنز، وكل عمل فيها رصيد، وكل دعوة فيها رجاء، وكل سجدة فيها عتق.
قال رسول الله ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر"، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
فلنبدأ من الآن
ولا ننتظر الغد. فلعلنا لا ندرك مثلها مرة أخرى.
ولنجعل شعارنا: قربًا إلى الله، برًا للناس، وعملاً يُرضي الله ويعمر الأرض.
