ظهرت في جنازة البابا فرنسيس.. من «هليوبوليس للفاتيكان» حكاية المسلة المصرية في ساحة القديس بطرس| صور

تتواجد المسلة المصرية فى ساحة القديس بطرس، وهى الساحة التى شاهدها العالم أمس وسط حضور رؤساء وقادة وملوك العالم وهم يودعون بابا الفاتيكان البابا فرنسيس في قداس جنائزي.مسلة مصرية في ساحة الفاتيكان
بدوره يقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين فى تصريخ لـ"بوابة الخبرالفوري" إن المسلة المصرية فى الفاتيكان تم نقلها فى عصر الدولة الرومانية، حيث تواجدت فى روما وتم نقلها للفاتيكان فى القرن السادس عشر، وهى مسلة خالية من النقوش، حيث تم طمس النقوش منها لاعتبار أنها وثنية، مُضيفًا أنها أُخذت إلى روما بواسطة الإمبراطور كاليجولا عام 37م، مضيفا أنه غير معروف من الذي أسس المسلة، حيث تسبب طمس نقوشها في عدم معرفة الملك أو الملكة التى أمرت بإنشائها.وأوضح أمين، أنه لم يحدد التاريخ بدقة العدد الكبير للمسلات التي صنعها الفراعنة، كما لايجزم بعدد المسلات التي غرقت في البحار منذ جعلت الإمبراطورية الرومانية مصر ضمن ممتلكات الإمبراطور شخصيًا، والذي أخذ الكثير من الآثار المصرية ووضعها في العاصمة روما.
التماثيل المصرية في ميادين العالم
ويوضح فرنسيس أمين، أن هناك الكثير من المسلات التي استخدمت في أوروبا لصناعة تماثيل أيضًا بعد تفتيتها وتكسيرها، مضيفا أن إيطاليا تتواجد بها 12 مسلة مصرية، هذا خلاف المسلات التى تتواجد فى باريس ولندن وتركيا وأمريكا منذ العصر الحديثويرجع المؤرخون، أن المسلة التى تتواجد فى الفاتيكا ، كانت موجودة فى هيلوبوليس (عين شمس حاليا)، ويضيف فرنسيس أمين، أن منطقتي المطرية وعين شمس كانتا من أهم 3 مدن مصرية قديمة، وقد أقيمت مسلات عديدة بالمنطقة، حتى أنه يُقال إن نحو نصف المسلات الأربع والثمانين التي تم نقلها إلى روما، وأقيمت في مقار الأباطرة والباباوات جاءت من مدينة الشمس، ومنها المسلة التي تم نقلها لأمريكا منذ أكثر من 131 سنة، بل كانت بها جامعة تدرس بها كافة العلوم وهي المدرسة التي تعلم بها الفلاسفة اليونان مثل الفيلسوف أفلاطونوأضاف، أن المطرية تعرضت للحرق والدمار من خلال الغزو الفارسي، حين قام قمبيز الفارسي بحرقها، لافتًا إلى أن المؤرخ اليوناني سترابون ذكر قصة تدمير المدينة، كما ذكر أن هناك قبائل عربية تقطن المدينة، مضيفًا أن المدينة شهدت اضمحلالًا منذ العصر الروماني، وكانت الكوارث الطبيعية، بالإضافة للزحف العمراني منذ إنشاء القاهرة سببًا رئيسًا في اندثار معالمها.يوليوس قيصر
كان يوليوس قيصر أول روماني أخذ المسلات المصرية إلى روما، لتسير عادة كل إمبراطور روماني، وفى عصر كاليجولا الذي نقل المسلة لروما تم وضع ألف طن من العدس كى لا تغرق السفينة وهى تحمل المسلة المصرية التى تبلغ حمولتها 330 طنا، والمتجهة من البحر لميناء روما.
ويوضح فرنسيس أمين أنه تم وضع المسلة فى ساحة الفاتيكان بأوامر البابا سيكستوس الخامس، حيث قام المعماري الإيطالي دومينجو فانتانا بالإشراف على عملية النقل وقد تم طمس نقوشها، ووضع صليب وتم الاستعانة كما يقول المؤرخون بـ900 عامل و75 حصانا، وأعدادًا كبيرة من الحبال والمعدات، مضيفا أن عملية النقل لم تكن بالسهلة فى ذلك الزمان.حين تم وضع المسلة فى الفاتيكان، تم إجراء طقس طرد الأرواح الشريرة منها بالإضافة لطمس نقوشها، وقبل أنه تمت إزالة كرة ذهبية كانت تحمل رماد يوليوس قيصر الذي كان على ما يبدو كان مقدسًا فى العصر الروماني، وتحولت المسلة كمزار سياحى لدولة الفاتيكان، بل صارت معلمًا لساحة القديس بطرس



