زِيـــــــدِيــــــنِــــــي
أَلْـقَيْتُ في جوفِ السكوتِ أنيني
واخـتـرتُ أَنْ أحـيا بـنارِ حـنيني
يـجـترُّني ألــمٌ يُـمـازِجُ غُـربتي
ويـبـثُّها فــي قـلبيَ الـمحزونِ
لا الروحُ يسعفُها الصُّعودُ فترتقي
نـحوَ السماءِ ...ولا الفَضَا يَحويني
مـتـشردٌ والـقـلبُ بـيـن مـهابةٍ
يـحـيا وبـيـن الـحبِّ لا يُـسليني
وتَـظَلُ تُـغريني الـقصيدةُ بالَّذي
أَخْـفَتْ مـن الـتنهيدِ بـين ظُنوني
فـأظـلُّ أعــدو خـلـفَهَا مـتبعثراً
أهـفو لـها فـتذوبُ فـي تَكويني
قـالتْ إلـيكَ السحرَ قلتُ أنا الذي
فـي ساحةِ الأشعار فاضَ معيني
صُبِّي غرامَكِ في فؤادي وانعمي
بـيـن الأنـامـلِ سـاحرٌ يـدعوني
إنِّـي أضـعتُ الـعمرَ فيكِ مُغَازلا
فَـلْتُفسحي هـذا المَدَى ودَعيني
إنِّـي أنـا الطيرُ المُهاجر والمَدى
فـيهِ مـن الـنَّجْمَاتِ مـا يُـغريني
لا تُـغلقِي الأبـوابَ دُونـي إنَّـني
ســأحـدِّثُ الأقـفـالَ بـالـمكنونِ
هُـزِّي جـذوعَ القلبِ يُسْقِطْ لوعةً
وتَـراقَصي فـي قـلبيَ الـمفتونِ
إنِّـي أنـا الـرسَّامُ أعشقُ لوحتي
وأظــلُّ أُحْـكِـمُ حـولَـهَا تَـلْوِيني
إنِّـي أنَـا الـنَّحاتُ أهـوى دُمْيَتي
وأبَـثُّـها عـشـقي فـلا تَـسْلُوني
مُـدِّي يـدَيك وعَـانِقي طـيفاً بَـدا
فـاغـتالَني لـيذوبَ بـين سِـنيني
أنـتِ الَّـتي عـاشرتِ آلامَ الـصِّبا
وأريـتُـها وجـهـي بــلا تَـزييني
فَلْتَسكني في القلبِ بين جَوانحي
وَلْـتسكبي الإلـهامَ عـبرَ وَتـيني
فَـعَـلَى يَـدَيْكِ أنـامُ دونَ تَـوَجُّسٍ
وأحــاورُ الأحــلامَ بـينَ جـفوني
وأظـلُّ أقـطفُ مِـن رَحيقِ تَصوُّرٍ
يـدنـو ويَـنَأى بـاللَّظى يَـكويني
أسـتمطرُ الإلـهامَ أغـرقُ نـشوةً
وأغـوص فـي اللاوعي كالمجنون
إنِّـي أبـحتُكِ مـهجتي فـتراقصي
بـيـنَ الـضُّـلوعِ كـخافقٍ يُـحييني
أنـتِ الـغرامُ الـبِكْرُ يـرفلُ دائماً
فـي خـاطري وشذاهُ من نِسرينِ
أنـت الـجمال مجسدا في سحره
أنـت الـتي راحـت تذيب شجوني
فـإذَا وصـلتُ إلـى رحـابِكِ هائماً
مـتـمزِّقَا...فمِنْ الـجَوَى زِيـدِيني