ارتفاع معدلات الاضطرابات العقلية وكيفية تحسن المزاج
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض بين المراهقين حول العالم، حيث يمثل «16٪ من المعدل العالمي للأمراض والإصابات، لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً».
كشفت دراسة جديدة ستُنشر في مارس أن معدلات حوادث الاكتئاب الرئيسية في العام الماضي بين المراهقين زادت بنسبة 52٪ بين عامي 2005 و2017. وقد حللت الدراسة بيانات من المسح الوطني الأميركي، حول تعاطي المخدرات والصحة، وارتفعت المعدلات من 8.7٪ إلى 13.2 ٪ خلال تلك الفترة الزمنية.
عند وصول الطفل لمرحلة المراهقة تتكالب عدة عوامل والتي تصيب المراهق بالاكتئاب، ولكن دراسة حديثة كشفت عن طريقة بسيطة لإبعاد شبح الاكتئاب عن المراهقين.
كشفت الدراسة الحديثة التي نشرتها مجلة «لانسيت» للطب النفسي، ونقلها موقع «سي إن إن» أن التمارين الرياضية حتى وإن كانت خفيفة قد تساعد في حماية المراهقين من الإصابة بالاكتئاب.
الحركة تحسن المزاج
من المتعارف عليه أن العادات الغذائية غير الصحية يمكن أن تسبب تقلبات مزاجية، خاصة لدى المراهقين، إذ يكونون عرضة لحدوث تغييرات في المزاج بصورة أكبر، نتيجة تغير مستوى السكر في الدم وخلل في الأنظمة الغذائية التي غالباً ما تكون السبب، بالإضافة لعدم وجود مصدر ثابت للطاقة من الأطعمة التي نتناولها، وتكون النتيجة أن عقولنا وأجسادنا لا تعمل بشكل جيد.
وبحسب موقع Mental Health First Aid هذه عادات تناول الطعام المرتبطة بتقلبات المزاج
يمكن أن يؤدي عدم تناول وجبة أساسية، خاصة الإفطار، إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، مما يجعلك تشعرين بالضعف والتعب.
وجدت الدراسة أن 60 دقيقة من الحركة البسيطة كل يوم بداية من عمر 12 عاماً، كانت مرتبطة بانخفاض متوسط الاكتئاب بنسبة 10٪ وصولاً لعمر 18 عاماً. تراوحت أنواع الحركة بين الركض وركوب الدراجات، وحتى المشي والقيام ببعض الأعمال البسيطة مثل: رسم لوحة أو العزف على آلة موسيقية.
وقال آرون كاندولا، وهو طالب دكتوراه في الطب النفسي بجامعة لندن كوليدج، ومؤلف الدراسة الرئيسي، في بيان «ليس فقط أشكال النشاط الأكثر كثافة التي تفيد صحتنا العقلية».
وقال كبير الباحثين الدكتور جوزيف هايس، وهو طبيب نفسي ومستشار أبحاث سريرية في جامعة كوليدج بلندن: «هناك الكثير من المبادرات التي تشجع الشباب على ممارسة التمارين الرياضية، لكن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى ضرورة إعطاء النشاط الخفيف مزيداً من الاهتمام أيضاً».
وأضاف هايز: «يمكن للمدارس دمج النشاط الخفيف في أيام الدراسة للتلاميذ، كما هو الحال في الدروس الدائمة، مما يتوافق مع الروتين اليومي لمعظم الشباب»
استخدمت الدراسة معلومات من دراسة أطفال جامعة بريستول في التسعينيات، والتي كانت تتابع 14500 امرأة وأطفالهن لمدة 30 عاماً، بدءاً من الحمل وما بعده.
ووجدت الدراسة أن قلة النشاط تزداد مع تقدم الأطفال في السن، مع ارتفاع درجات الاكتئاب بين الأقل نشاطاً. تم ربط كل ساعة إضافية من الجلوس عند عمر 12 عاماً بزيادة قدرها 11٪ في درجات الاكتئاب عند سن 18 عاماً، استناداً إلى استبيان سريري يقيس أعراض الاكتئاب وشدتها.
في سن الرابعة عشرة زادت كل ساعة إضافية من قلة النشاط، نسبة الاكتئاب بنسبة 8٪، بينما كان لدى الأطفال في سن 16 عاماً زيادة بنسبة 10.5٪.