قصه مثل يا سلام سلم الحائط بيتكلم

تختلف العصور وننتقل من عصر لاخر ومن حديث لاحدث وتظل الامثال الشعبية لدينا تحيا بنا وتستمر دون تقدم او تطور انما تعنبر حكمة يلجأ لها الفرد حين الحاجة أما للاتعاظ او لتوجيه النصح للآخرين واذكر اليوم هذا المثل " يا سلام سلم الحائط بيتكلم " وساتناول لكم قصة هذا المثل والتى تعتبر قصة حقيقية حدثت منذ عصر السلطان الظاهر سيف الدين برقوق ، حيث وصل لمسامع السلطان ان أحد الجدران بمنزل ابن الفيشى يتحدث مع العامة بلباقه عجيبة 

وكذلك وردت تلك المقوله فى كتاب ألف قصة وقصة من قصص الصالحين ونوادر الزاهدين، وايضا بكتاب المقريزى النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهره وورد بها أنه عام ٧٨١هجريا وقعت حادثة عطجيبة فى الديار المصرية ، وهى أن رجلا يعرف بالعدل شهاب الدين احمد الفيشى ويسكن قرب جامع الازهر 

حين دخل منزلة ذات يوم سمع صوت من جدران منزلة ، يقول له: اتق الله يا احمد وعاشر زوجتك بالمعروف ، فتخيل ان هذا من الجان واخبر أصدقائة وذهبوا معة ليتاكدوا وبالفعل حادثم الحائط واجاب على تسألاتهم جميعا 

وبذلك انتشرت تلك الشائعة فى القاهرة واقبل الجميع لمنزل ابن الفيشى وحادثوا الحائط حتى جلب بعضهم العطايا والأموال للحائط 

ووصل الخبر للمحتسب حاكم مصر فذهب لمنزل ابن الفيشى وأمر بهدم الحائط ، وبعد فتره سأل عن امر الحائط وهل مازال يتحدث ؟ وبعد ذلك ذهب واصحابة للمنزل وقرأوا شيئا من القرآن ثم طلب صاحب المنزل وامرة ان يكلم الحائط ويقول له أن القتضى العجمى يسلم عليم ، فرد الجدران علية السلام ورحمة الله وبركاتة ، فقال المحتسب : إلى منى هذا الفساد ؟ فقال الحائط : إلى ان يريد الله تعالى ، فقال المحتسب : هذا الذى تفعلة فتنه الناس وليس بخير لهم ولكنة شر فاجاب الحائط : ما بقى بعد ذلك حديث ثم سكت ولم يتحدث بعدها  

قام المحتسب بالقبض على ابن الفيشى وزوجته وحقق معهم إلى ان أعترفت زوجتة انها من طانت تنحدث من خلف الحائط وذلك لمعامله زوجها السيئة ورغبتها فى تغييرة وبالفعل نجحت خطتها ، أمر المحتسب بضرب ابن الفيشى بالمقارع ، وايضا ضربت زوجتة بالعصى ٦٠٠ ضربة وربطا على جملين وشهر بهم فى شوارع القاهرة الفاطمية

وكذلك كانت تلك المقولة ومضه الإلهام التى أضاءت فى عقل المخرج المسرحى سعد الدين وهبة ، فكتب مسرحية بنفس الأسم عام ١٩٧٤م