حضارتنا الغائبة ونصر أكتوبر المجيد
كثيرا ما نتغنى بالعراقة والجذور الضاربة بالتاريخ فهل هذا صحيح تعالوا نحسبها صح، صحيح أننا موطن الحضارة الفرعونية وأصحاب الأهرام ولدينا العديد من العلوم التي لم يصل لها العلم حتى الآن مثل التحنيط و..... لكن تلك الحضارة طمست ومنعت من التداول والاستمرار في النمو والازدهار أو الأثمار فعندما جاءنا الفاتحون الميامين قطعوا الحبل السري بيننا وبين الحضارة المصرية القديمة هدموا كل شيء ووضعوا نقطه على السطر وقالوا من هنا نبدأ فصار العلم والمعرفة والعمل يتمحور حول جمع الزكاة والجزية وإرسالها إلى مكة المكرمة، أو جمع السبايا والجواري والعبيد أرضاء لأمراء البلاد والعباد.
ألزمنا الفاتحون بقطع أي صله تربطنا بماضينا لأنه يمثل الشرك والوثنية (والعياذ بالله) توالى الحكام من أمويين عباسين فاطميين أيوبيين مماليك....الخ وكانت الخاتمة اللعينة من أشقائنا في الدين الأتراك وهذه المراحل تساوى الصفر من الناحية الحضارية وكل ما أبدعناه كان في مجال تجهيز مواكب الحج إلى مكة.
إن عمر الأمم يساوى عمرها الحضاري فعمرنا يساوى 1441عاما مليئة بالقحط والجدب والانحطاط الحضاري والمحصلة مساوية للصفر فنحن أجنه في رحم التاريخ وسنصبح مواليد مسجلين رسميا لدى البشرية عندما يتقدم العقل على النقل وتتقدم علوم الفلسفة والاجتماع كافه العلوم لأنها تعلم الإنسان كيف يفكر وكيف يتعايش مع الآخر سنصبح موجودين عندما يغدوا بإمكاننا انتقاد التراث دون مسائله وباستثناء ذلك سنظل نلوك الماضي الدامي ونبكى على الأطلال وسنتذكر عبلة وبثنيه وأبوزيد الهلالي وتصبحون على تاريخ مكتوب بالرماد.
أكاد أقتنع أن الزعامات عند العرب خاصة والمسلمين عامه لم يطبقوا من الإسلام شيئا كما هو الحال مع الأيه 38من سوره الأعراف (كلما دخلت أمه لعنت أختها) لا يطبق شخص لدينا كبير أم صغيرا، الإبقاء على شيء من أثار سابقيه فمن يتبوأ موقعا لابد له من تغير فرش المكتب ...السكرتيرة...معظم الموظفين والأعوان. ثم يعمل على قطع كل لسان يذكر سابقيه بخير ولو أمكنه لقام بفرض تقويم جديد بحيث يبدأ التاريخ يوم جلس صاحبنا على هذا الكرسي فعلا نحن قبلنا الإسلام ولم نفهمه بعد أخذنا قشوره وتركنا روحه .
الشعوب المتحضرة تعتبر الماضي أساس الحاضر وأن هذا الماضي بحسناته وسيئاته هو تراث يجب التعلم أو الاتعاظ منه ولابد الإبقاء عليه إنهم يقرؤون أيه استنبطوها من القرآن:كلما دخلت أمه أكملت أختها.
هذا حجر الأثاث التي بنيت ثقافة هذه الأمم تقوم على الشك والتفكير وليس الدعاء على باقي الأمم بل والإفتاء في كل جديد. أفيقوا يامصرين صراعنا مع الصهانيه ليس لأننا مسلمين أو مسحيين أنه صراع أبدى مع قاطني تلك الأرض فالقارئ الجيد للتوراة ليس جامع حطب بالليل يكتشف من الوهلة الأولى أنها منشور عدائي ضد شعب مصر! نبوءات التلمود تقوم على وصول ماء النيل لقدس فمن لا يؤمن بأن هناك ثمة مؤامرة صهيونيه على مصر تحديد لهو طفل مازال يلهوا فكريا فبعد اتفاقيه كامب ديفيد وطيلة سنوات حكم مبارك كان هناك تجريف ممنهج لكل روابطنا بحضارتنا خطط الصهاينة لتدمير مقدرات مصر عن طريق مبيدات مسرطنه جلبت أمراض جديدة لقائمه أمراضنا وأيضا سرقه أموال مصر فبعد خصخصة القطاع العام وفر الموساد الملاذ الأمن لهروب رجال الأعمال بأموال الوطن لقد أدرك الصهاينة بعد مواجهه السادس من أكتوبر سنه 1973م.
أن المارد النائم المصري أسترجع جيناته الحضارية فأنطلق كالبركان الثائر يلقى بالحمم البركانية على حصونهم المنيعة فتساقطت الواحدة تلو الأخرى كأوراق الشجر بفصل الخريف ولولا المؤامرات عليه والدعم الأمريكي الغير محدود لوجدت المصرين يمصون القصب في شوارع تل أبيب ، فهذا اليوم علينا أن نفتخر بمصريتنا وجيشنا ونلتف حول العلم المصري ونستعيد هويتنا وإلى روح السادات آخر فراعنة مصر العظماء أكثر السلام.
=============
ملحوظة: هذه صوره جندي إسرائيلي يفر هاربا عاريا باحثا عن موسى جديد بعد أن عبر الأحفاد وراءه البحر فعلا لا تظهر الجينات الحضارية لمصري إلا في الحرب والفن.