دعاء سمير: بين أوهام الطاقة وغياب الوعي … مأساة “أميرة” نموذجًا لانهيار الإدراك تحت تأثير الخرافة
حذرت دعاء سمير الباحثة في علم الفراسه، من تنامي ظاهرة “دورات الطاقة” غير المرخصة وما تحمله من مخاطر جسيمة قد تصل إلى تدمير الإدراك والسلوك، وذلك في ضوء الحادثة المأساوية التي ارتبطت بالسيدة أميرة أحمد، مضيفة الطيران السابقة، والتي انتهت بوفاة طفلتها ومحاولتها الانتحار بعد سنوات من انخراطها في ممارسات روحانية غير منضبطة.
وأكدت الباحثة في علم الفراسه دعاء سمير، علي أن القصة، رغم قسوتها، تكشف بشكل واضح عن النتائج الكارثية لدمج الخرافات مع أساليب الإيحاء النفسي دون إشراف أو إطار علمي، مشددين على أن كثيرًا من دورات “الطاقة” المنتشرة في المنطقة تُقدَّم على يد مدربين بلا مؤهلات، ويستغل بعضها الإحتياج النفسي والفراغ الروحي لدى المشاركين.
وأوضحت دعاء سمير في تصريح لـها أن السيدة أميرة بدأت تجربتها عبر جلسات التأمل واليوغا التقليدية، ثم انتقلت تدريجيًا إلى دورات أعمق ذات طابع “سرّي”، شملت سفرًا متكررًا ومبالغ مالية كبيرة، وانتهت بخضوعها لطقوس غير معتمدة تضم ممارسات ذات تأثير قوي على الوعي والإدراك.
وأشارت إلى أن مثل هذه التجارب قد تقود في بعض الحالات إلى هلاوس سمعية وبصرية وفقدان القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، وهو ما ظهر جليًا في إيمان أميرة بأنها “مختارة للترقي الروحي” بعد حضور دورة سرية قرب الأهرامات.
ووفقًا للتقييمات النفسية التي ظهرت في التحقيقات، فإن سلوكيات أميرة تتوافق مع اضطرابات ذهانية حادة ذات مضمون ديني، وهي حالات تتفاقم عند التعرض لإيحاءات مكثفة أو طقوس تُمارس دون رقابة، ما يجعل المتلقي عرضة لفقد السيطرة على قراراته أو الاعتقاد بوجود “رسائل سماوية” تحثه على أفعال خطيرة.
كما شددت على أهمية رفع الوعي العام بالفروق بين الأنشطة الرياضية والروحية الآمنة وبين الممارسات التي قد تتحول إلى بوابة اضطرابات عقلية خطيرة، إلى جانب ضرورة تشجيع الأفراد على طلب المساعدة الطبية عند الشعور بتغيرات إدراكية أو سلوكية غير طبيعية.
وأختُتمت التصريح بالتأكيد على أن ما حدث ليس حادثة فردية، بل رسالة تحذيرية واضحة بضرورة مواجهة الخرافة، وتعزيز ثقافة العلم والصحة النفسية، وترسيخ الرقابة على الأنشطة التي تتجاوز حدود السلامة العامة، حفاظًا على استقرار الأسر وسلامة المجتمع.




















