18:10 | 23 يوليو 2019

هل يدرك الرئيس الامريكى دونالد ترامب معنى السلام بينما تواصل اسرائيل ممارساتها ضد الشعب الفلسطينى رغم اتفاقات شرم الشيخ

12:14am 07/12/25
ايمن بحر

 

 

يظل ملف السلام فى الشرق الأوسط واحدا من اكثر الملفات تعقيدا خاصة عندما تتعهد بعض الدول بقيادة جهود لوقف الصراع بينما تظهر الوقائع على الارض عكس ذلك تماما وبين هذه الدول تبرز الادارة الامريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب الذي قدم نفسه كراع للسلام وداعم للاتفاقات التي شهدتها مدينة شرم الشيخ في مصر والتي هدفت الى وضع اساس لتحقيق الاستقرار وفتح مسارات للحوار

 

لكن ما يحدث للشعب الفلسطيني يثير تساؤلات كبيرة حول مدى ادراك ترامب لمعنى السلام الحقيقي فبينما تصدر واشنطن تصريحات داعمة للتهدئة تواصل اسرائيل ممارساتها التي تتعارض مع اي مبادئ انسانية او سياسية يمكن ان تؤدي الى سلام دائم حيث تستمر في الحصار وتتوسع في الاستيطان وتنفذ عمليات عسكرية وتسعى الى فرض واقع جديد على الارض الفلسطينية بعيدا عن اي التزام بالقانون الدولي

 

هذه الاجراءات لا تمت بصلة لروح اتفاقات شرم الشيخ التي شددت على حماية المدنيين وتحقيق الاستقرار واحترام حقوق الشعب الفلسطيني واعتبار حل الدولتين الطريق الوحيد لسلام حقيقي ومع ذلك يبدو ان الموقف الامريكي يكتفي بالتصريحات دون اتخاذ اي خطوات تلزم اسرائيل بوقف انتهاكاتها مما يجعل مفهوم السلام لدى ترامب محصورا في اطار الكلام فقط دون فعل

 

السلام لا يتحقق بالشعارات ولا بالمؤتمرات ولا بالصور بل يتحقق بالعدالة وبوقف الظلم وبالاعتراف بحقوق الفلسطينيين في الحياة والحرية والامن فكيف يمكن ان يتحقق هذا السلام بينما يعيش الفلسطينيون يوميا تحت القصف والتهجير والاعتقال والتجويع

 

ويبقى السؤال هل يمكن اعتبار الولايات المتحدة جادة في دعم السلام بينما تقدم دعما غير مشروط لاسرائيل دون محاسبة وهل يدرك ترامب ان السلام لا يقوم على القوة بل على العدالة واحترام انسانية الشعوب

 

ان اتفاقات شرم الشيخ يجب ان تكون اساسا لاعادة تعريف السلام وان تكون نقطة انطلاق لموقف دولي حقيقي يضع حدا للانتهاكات الاسرائيلية ويعيد الاعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني وحتى يحدث ذلك سيظل الحديث عن السلام مجرد كلام بلا معنى

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum