18:10 | 23 يوليو 2019

هبوط المرشحين بالباراشوت ليس فضيحة سياسية بل فضيحة وعي شعبي

11:49am 14/11/25
صوره ارشيفيه
عصران الراوي

حين يهبط مرشح بالباراشوت من محافظة اخرى لا يعرف جغرافيا الدائرة ولا ملامح قراها ولا احتياجات ناسها ثم يجد من يصفق له لمجرد انه يحمل اسم عائلة او راية قبيلة فاعلموا ان الازمة ليست في الدولة ولا في النظام الانتخابي بل في الوعي الشعبي نفسه في طريقة التفكير التي صنعت لسنوات ما يسمى بالمرشحين الغرباء الذين يدخلون السباق الانتخابي بلا تاريخ وبلا علاقة حقيقية بالدوائر التي يطمحون لتمثيلها

 

الانتخابات البرلمانية ليست مناسبة قبلية ولا سباق وجاهة ولا فرصة لشراء الاصوات بزجاجة زيت او ورقة نقدية بل اختبار وعي ومرحلة تحدد مستقبل الدائرة الانتخابية لسنوات المقعد النيابي ليس ارثا ولا غنيمة توزع بين العائلات بل مسؤولية سياسية تحتاج الاكفأ والاقوى قدرة على خدمة الناس ومعالجة ملفات الخدمات والرقابة والتشريع لكنكم ما زلتم تختارون بالقبيلة لا بالكفاءة وبالعاطفة لا بالعقل وبالهتاف لا بالمعايير

 

هذه هي الازمة الحقيقية التي تصنع الفشل قبل ان يبدأ السباق فثقافة التصويت القبلي وسلوك الناخب الذي يفضل الاسم على الاداء ويستسلم للمال السياسي هي التي تهدم التمثيل البرلماني منذ البداية وهي التي تمنح مقاعد البرلمان لمن لا يعرفون شوارع الدائرة ولا مشاكلها وبالتالي تسقط جودة العمل النيابي قبل ان تولد

 

والاكثر مرارة ان من يبيع صوته اليوم يعود غدا ليشتكي من ضعف النواب ومن غياب الخدمات ومن تراجع التنمية في دائرته وكأنه لم يكن شريكا في الجريمة الانتخابية من اللحظة الاولى فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ومن لا يغير طريقة اختياره لنائبه لن يتغير واقعه مهما صرخ او احتج او اتهم الظروف

 

اما سؤال لماذا لم يفز المرشحون الافاضل فالاجابة ليست عند الدولة ولا عند اي جهة فالذنب عندكم انتم انتم من صنعتم المشهد الانتخابي وانتم من منحتم اصواتكم لمن لا يستحق وانتم من فضلتم المال السياسي على الكفاءة والقبلية على المصلحة العامة والاسم الرنان على الاداء الحقيقي

 

اذا اردتم برلمانا قويا وتمثيلا محترما ودوائر تنهض فابدأوا بأنفسكم غيروا الوعي الانتخابي غيروا طريقة الاختيار اكسروا عادة التصويت للقبيلة وافتحوا الباب امام الكفاءة والوعي والمسؤولية فحينها فقط يمكن للدوائر الانتخابية ان تستعيد قوتها وللبرلمان ان يمثل الناس لا العائلات وللمستقبل ان يبدأ من جديد

 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum