حين يتحول الحنين إلى طاقة حياة

هناك لحظة حين يزورنا الحنين

نشعر كأن القلب يذوب في مشاعر لم تزل حية

لكن بدلا من أن يكون ألما يثقلنا

يتحول إلى وقود يشعل الروح

ويمنحنا القدرة على المضي قدما رغم كل شيء

حين يتحول الحنين إلى طاقة حياة

تصبح الذكريات محفزا لا يتركنا نقف عند الماضي

بل يدفعنا لنعيش اللحظة الحاضرة أكثر وعيا

لنقدر من حولنا لنحمد الله على ما نملك

ولنزرع حبا حيث نستطيع دون تردد أو خوف

الحنين يعلمنا شيئا غريبا

أن نحتفظ بما لا يمكننا استعادته

ولكن لا نعيقه عن منح حياتنا معنى جديدا

أن نحب من رحلوا في صمت

ونحلم بمن هم معنا الآن بكل صدق

ونشكر كل لحظة تمر في طريقنا

مهما كانت صغيرة وبسيطة

حين يتحول الحنين إلى طاقة حياة

تدرك أن الألم الذي شعرت به لم يكن هدرا

وأن كل غياب ترك أثرا جميلا

علمك الصبر القوة والقدرة على التفاؤل

وجعل قلبك أكثر عمقا وأكثر استعدادا للحب الحقيقي

يا صديقي

لا تبتئس حين يزورك الحنين

فهو المعلم الصامت

الذي يذكرك بأنك ما زلت حيا

وأن الروح التي تشعر بالغياب والاشتياق

هي نفسها التي تستطيع أن تجد الجمال في كل يوم جديد

وتجعل من حياتك لوحة مضيئة بالأمل والحب

وفي النهاية

حين يتحول الحنين إلى طاقة حياة

تصبح الذكريات ليست عبئا بل شراعا

والألم ليس نهاية بل بداية

والروح تصبح أقوى أكثر سلاما وأكثر شغفا بما هو آت

فتسير في الطريق بخطوات مطمئنة

وابتسامة صافية

وإيمان كامل أن الحنين نفسه

قد صار سببا لنور داخلك

ينير لك درب الحياة بأكمله