18:10 | 23 يوليو 2019

جامعة المنصورة تزرع الوعي وتحصد الحياة في يوم بيئي استثنائي بكلية الحقوق

10:58pm 12/11/25
عمر ماهر

في إطار سعي جامعة المنصورة الدائم لترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة ونشر ثقافة الوعي البيئي بين طلابها ومجتمعها الأكاديمي، شهدت كلية الحقوق يوماً مميزاً من النشاط والتفاعل تحت عنوان ملهم هو: "نزرع وعياً.. نحصد حياة" ، وذلك برعاية الأستاذ الدكتور/ شريف يوسف خاطر – رئيس جامعة المنصورة، وريادة الأستاذ الدكتور/ محمد عبد العظيم – نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الأستاذ الدكتور/ وليد محمد الشناوي – عميد كلية الحقوق، وتنظيم الأستاذ الدكتور/ علاء التميمي – وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

 

جاءت هذه الفعالية كترجمة واقعية لرؤية الجامعة في الدمج بين المعرفة الأكاديمية والعمل التطبيقي، وبين الفكر والإبداع، حيث سعت كلية الحقوق من خلال هذا اليوم البيئي إلى توجيه الأنظار نحو أهمية الحفاظ على البيئة بوصفها مسؤولية مشتركة تمس كل جوانب الحياة، وتؤثر في حاضر الإنسان ومستقبله. فالمبادرة لم تكن مجرد احتفال رمزي، بل جاءت في إطار خطة شاملة تهدف إلى تعزيز ثقافة الاستدامة (Sustainability) وتفعيل دور الكليات في نشر الوعي البيئي داخل الجامعة وخارجها.

 

انطلقت فعاليات اليوم البيئي بمشهد مبهج جمع بين الفن والعلم، حيث تم افتتاح معرض فني متكامل ضم لوحات فنية رائعة من إبداعات طلاب كلية الفنون الجميلة، عبّروا من خلالها عن العلاقة الحميمة بين الإنسان والطبيعة، وجسدوا بريشاتهم كيف يمكن للفن أن يكون صوتاً للبيئة ورسالة إنسانية تدعو إلى حماية الأرض والحفاظ على مواردها. هذه الأعمال الفنية لم تقتصر على الجمال البصري فحسب، بل حملت في طياتها رسائل توعوية عميقة حول ضرورة إدراك الإنسان لأثر سلوكياته على البيئة، ووجوب العودة إلى التوازن مع الطبيعة باعتبارها شريكاً في الوجود وليست مجرد موردٍ للاستهلاك.

 

وفي موازاة ذلك، اكتست أروقة الكلية بحلة خضراء زاهية من خلال الركن النباتي المميز الذي أُقيم خصيصاً بهذه المناسبة، وضم أنواعاً متعددة من النباتات والمزروعات التي أضفت على المكان لمسات من النقاء والحياة، في مشهدٍ يعكس جوهر الشعار “نزرع وعياً.. نحصد حياة”. فقد جاء هذا الركن كتجسيدٍ رمزيٍّ لفكرة أن الوعي هو البذرة الأولى للحياة، وأن زراعة فكرة واحدة خضراء داخل عقل شاب قد تكون الشرارة التي تنقذ كوكباً بأكمله.

 

ولم يقتصر اليوم البيئي على الفعاليات الفنية فقط، بل احتوى أيضاً على ورشة عمل علمية ثرية بالتعاون مع كلية الهندسة، تناولت قضايا بيئية معاصرة تشغل الرأي العام الأكاديمي والعالمي على حد سواء، مثل التغير المناخي، إدارة النفايات، والطاقة المتجددة. وقد عرض المشاركون خلال الورشة أفكاراً ابتكارية (Innovative Ideas) ومشروعات عملية قابلة للتطبيق تحت مسمى المشروعات المستدامة (Sustainability Projects)، استهدفت تحويل الحرم الجامعي إلى نموذج حيّ للتنمية الخضراء، عبر دعم التحول نحو الطاقة النظيفة (Clean Energy) وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة (Eco-friendly Practices) داخل الجامعة ومؤسسات المجتمع المدني. هذه الورشة لم تكن مجرد نقاش نظري، بل جاءت بمثابة منصة لتوليد أفكار جديدة يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في المستقبل القريب، وتُبرز الدور الريادي لجامعة المنصورة في مجال خدمة البيئة.

 

وقد تميز اليوم بتكامله الفكري والتنظيمي، حيث امتزجت الفكرة الأكاديمية باللمسة الفنية والجانب التطبيقي العلمي في لوحة واحدة منسجمة، تُبرز فلسفة جامعة المنصورة القائمة على التكامل بين التخصصات من أجل بناء جيلٍ واعٍ بمسؤوليته تجاه البيئة، ومدركٍ لأهمية العلم في إيجاد حلول واقعية للمشكلات البيئية. فاليوم البيئي لم يكن مجرد فعالية، بل كان بمثابة درس عملي في كيفية تحويل الوعي إلى سلوك، والسلوك إلى ثقافة مجتمعية دائمة.

 

وفي ختام الفعالية، عبّر الأستاذ الدكتور/ وليد محمد الشناوي – عميد كلية الحقوق – عن خالص تقديره وامتنانه لجميع المشاركين من الكليات المختلفة، مؤكداً أن ما تحقق اليوم يعكس روح الانتماء والمسؤولية لدى أبناء جامعة المنصورة، ويؤكد في الوقت ذاته على أن كلية الحقوق ستظل في طليعة الكليات الداعمة لكل مبادرة تسهم في نشر الوعي البيئي وترسيخ قيم الاستدامة، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن خدمة المجتمع وتنمية البيئة ليست شعارات، بل التزام حقيقي تجاه الوطن والأجيال القادمة.

 

وأضاف عميد الكلية أن هذه الفعالية تمثل نموذجاً يُحتذى به في التعاون بين الكليات، وفي دمج الفن والعلم لخدمة قضايا البيئة، مشيراً إلى أن رؤية جامعة المنصورة بقيادة الأستاذ الدكتور/ شريف يوسف خاطر ترتكز على تحقيق التنمية المستدامة بجميع محاورها، والسعي الدائم إلى بناء جامعة خضراء واعية ومسؤولة، قادرة على الموازنة بين التطور العلمي والحفاظ على موارد الطبيعة.

 

وفي ختام اليوم، خرج الجميع بقناعة راسخة مفادها أن الوعي هو الزهرة الأولى في بستان التغيير، وأن “من يزرع وعياً.. يحصد حياة” ليست مجرد عبارة تُرفع في شعار، بل هي رؤية تمت ترجمتها فعلياً على أرض جامعة المنصورة، التي تثبت يوماً بعد يوم أنها ليست فقط صرحاً علمياً، بل منارةً للتنوير، ومركز إشعاع حضاري يسهم في بناء الإن

سان قبل أي شيء آخر.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum