إيوان.. النجم اللبناني الذي جلس على عرش الفن بروح الفراعنة وأحيا حضارة مصر في صورة واحدة
في لحظةٍ فنية استثنائية جمعت بين سحر التاريخ وروح الحاضر، خطف النجم اللبناني إيوان أنظار الجمهور بإطلالة مهيبة استلهم فيها عظمة الفراعنة وجلال الحضارة المصرية العريقة. جلس على العرش الفرعوني بثقة الملوك، مرتديًا بدلة سوداء أنيقة توحي بالقوة والرُقي، لتتحول صورته إلى لوحة بصرية تنطق بالمجد الفني والهيبة المعنوية. وفي منشورٍ له عبر حسابه الرسمي على «إنستجرام»، علّق إيوان بكلمات تحمل تقديرًا بالغًا لمصر وتاريخها قائلًا: «الفن كله عن التاريخ، ومفيش أي تاريخ زي تاريخ وحضارة أم الدنيا»، مضيفًا تحية فخر واعتزاز لكل مصري شارك في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعدّ أحد أهم معالم الحضارة الحديثة.
هذه الإطلالة لم تكن مجرد صورة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل كانت رسالة رمزية عميقة من فنان عربي يُدرك أن الفن الحقيقي يبدأ من الجذور، من الأرض التي أنجبت أول فكرة، وأول نغمة، وأول نقش حكى عن الإنسان والخلود. فإيوان، الذي طالما عُرف بحضوره الراقي وصوته المميز، قرر أن يربط اسمه بروح مصر التاريخية، وأن يوجّه تحية للفن المصري الذي طالما ألهم المنطقة العربية. اختار أن يظهر وسط أجواء فرعونية فاخرة تجسّد الأصالة والقوة، ليؤكد من خلال صورته أن الفن ليس زينة فقط، بل هو امتداد لحضارة تُحترم وتُخلّد.
يبدو أن إيوان أراد من خلال منشوره أن يقول للعالم إن مصر ليست مجرد بلد يستضيف الفنانين، بل هي منارة تُلهمهم، ومهدٌ لكل إبداع فني حقيقي. فبكلماته المفعمة بالاحترام، عبّر عن عمق العلاقة التي تربط الفنان العربي بهذه الأرض التي احتضنت الفن منذ آلاف السنين. وجاءت مشاركته بالتزامن مع الاحتفاء العالمي بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعدّ أعظم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، ليصبح منشوره أشبه بتحية فنية تُضاف إلى سجل الحب المتبادل بين مصر ونجومها من كل الجنسيات.
إيوان لم يكن يومًا فنانًا تقليديًا يسير خلف الصيحات العابرة، بل هو صاحب رؤية وذوق خاص، يجمع بين الرقة اللبنانية والعمق الشرقي. في كل عمل يقدمه، يبحث عن التوازن بين الإحساس الراقي والهوية الفنية الأصيلة. ومن خلال هذه الإطلالة الأخيرة، أثبت أنه يُدرك جيدًا أن الفنان الحقيقي هو من يُكرم الفن ذاته قبل أن يُكرم نفسه. فالجلوس على عرش فرعوني لم يكن مجرد مشهد تصويري، بل إعلان رمزي عن أن الفن هو مملكة قِيم وجمال، وأن كل فنان صادق يستطيع أن يجلس على عرشه متى امتلك الإخلاص والرسالة.
في عالم تملؤه الضوضاء والصور السريعة، جاءت لقطة إيوان كأنها لحظة تأمل، تُعيد تعريف معنى الأناقة، ومعنى القوة الهادئة التي تنبع من احترام التاريخ لا من التباهي بالمظاهر. هذا المزج بين الإبهار البصري والروح المصرية القديمة جعل الصورة تنتشر بسرعة وتلقى إعجابًا واسعًا من جمهوره في مصر والوطن العربي، حيث رأى فيها كثيرون تجسيدًا راقيًا لعلاقة الفن بالحضارة.
ومن المعروف أن إيوان من الفنانين الذين يحترمون الجمهور المصري بشكل خاص، إذ يرى فيه جمهورًا ذوّاقًا للفن الأصيل، قادرًا على التمييز بين الأداء العابر والفن الحقيقي. لذلك لم يكن غريبًا أن يوجّه كلماته التحية إلى مصر في هذا التوقيت بالذات، تزامنًا مع حدث ثقافي عالمي بحجم افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي بات رمزًا جديدًا للمجد والتاريخ.
وربما ما يميز هذا المشهد أكثر هو أن إيوان لم يستخدم الكلمات ليُثير الجدل أو يستعرض ذاته، بل استخدمها كفنان واعٍ يعرف قيمة اللحظة، فاختار أن يُشارك جمهوره بصدق مشاعره تجاه أرضٍ ألهمت العالم بفنونها ونقوشها وموسيقاها. وكأنّه أراد أن يقول إن الفن هو الجسر الذي يربط بين لبنان ومصر، بين الماضي والحاضر، بين التراث والتجديد.
إن إيوان، بإطلالته الملوكية وكلماته الراقية، لم يُقدّم مجرد صورة، بل قدّم فكرة متكاملة عن معنى الانتماء الفني العربي الذي لا يعترف بالحدود. جعل من نفسه شاهدًا على أن الفن يعلو فوق كل انقسام، وأن احترام الحضارات هو ما يمنح الفنان مكانته الحقيقية. لذلك لم يكن غريبًا أن تنهال عليه التعليقات المليئة بالإعجاب، حيث وصفه البعض بأنه «ملك الفن الأنيق» و«رمز من رموز الذوق الرفيع في جيله».
وفي النهاية، تبقى صورة إيوان على العرش أكثر من مجرد لقطة فوتوغرافية؛ إنها رسالة رمزية تقول إن الفن لا يموت، وإن الحضارة المصرية ما زالت تُلهم الفنانين من كل أنحاء العالم ليُعيدوا اكتشاف الجمال من جديد. فبين أنامله وإحساسه، جمع إيوان بين صوت الحاضر وروح الماضي، ليُثبت أن من يعرف قيمة التاريخ… هو فقط من يستح
ق أن يجلس على عرشه.




















