في ذكري رحيله الثالثة .. الكاتب شريف زيد يحكي تجربته مع الإعلامي وائل الابراشي
الابراشي الإنسان.. قدمني له صديقنا المشترك وأقرب الناس إلى قلبي المرحوم يوسف هلال رئيس تحرير جريدة الميدان ومدير تحرير روز اليوسف في بداية التسعينيات.
تعجبت للحفاوة والاهتمام الزائد الذي قابلني به، أنا الشاب الذي مازلت أحبو في بلاط صاحبة الجلالة غير مثبت لا يعرفني أحد باحثًا عن فرصة عمل إضافية بالقطعة بنظام المكافأة الشهرية لتحسين أوضاعه ومواجهة مصاعب الحياة
وهو النجم الساطع والصحفي اللامع المعروف.
جلسنا معه مايقرب من ساعة في مكتبه بالمجلة وبعد الانتهاء من واجب الضيافة وتفاصيل العمل والتعاون سألني عن طلباتي في استحياء شديد، وأجبت ليس لي أي شروط سوي عدم نشر اسمي علي أي مواضيع صحفية حتي لا أقع تحت المسائلة القانونية في مؤسستي لأنه كان ممنوع وقتها الجمع بين أكثر من عمل.
تقبل طلبي وفي عينيه دهشة واستغراب، واستمر التعاون بيننا لسنوات تعلمت منه مهنيًا الكثير والكثير، فهو عملاق بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وصاحب مدرسه منفردة بذاتها، يجيد استخدام مفردات العمل الصحفي وتوظيفها
قارئ ومستمع من الطراز الأول.
هاجرت بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية واعتزلت الصحافة المصرية مؤقتًا، وتفرغت للدراسة والعمل في المواقع الإخبارية الأمريكية المهتمة بالشئون العربية، لكن لم تنتهي علاقتنا علي المستوي الإنساني.
حتي فاجأني نفس الصديق المشترك قبل 15 عام، بزيارة وائل لنييورك في مهمة صحفية وقد يمكث بعض أيام للأستجمام وإنه يبحث عن تليفوناتي، وقمت بزيارته في محل إقامته في منهاتن سيتي إحدى ضواحي نييورك.
كان قد بدأ في الأنتشار وشهرته تسبقه، وأصبح من الوجوه المعروفة لظهوره الكثير علي الفضائيات، وتسابقت الجاليات المصرية والعربية لالتقاط الصور التذكارية معه وتقبل ذلك في بشاشه وترحاب، رحم الله صاحب حمرة الخجل والابتسامة الجميلة والقلب الطيب.