حوار افتراضي مع عجوز اسرائيلي بدرجة جنرال مع الإعلامي عصام العربي
الفكر الإسرائيلي: إذا لم ننتصر في هذه الحرب فلن يكون لنا بقاء في الشرق الأوسط.
إن هذه الجملة المهمة تلخص السر العميق وراء حرب غزة وتدل علي انها حرب وجود لا حرب حدود. تحتها خطوط سوداء ودماء حمراء.. ومستقبل غامض.
وفوقها غارات لم تتوقف للشهر الرابع تحصد أرواح أبرياء ومعها تحصد سمعة إسرائيل في العالم وتؤثر سلباً على مكانة أمريكا كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن.
في الداخل الإسرائيلي الوضع ليس أفضل المجتمع يتفكك والقادة السياسيون يتراشقون الاتهامات بالتقصير والعسكريون متورطون في حرب فرضها السياسيون المتطرفون.
بل أشد المتطرفين في تاريخ إسرائيل يتزعمهم الوزيران المستوطنان بن غفير وسموتريتش صاحبا خارطة إسرائيل الكبرى. يقودهم من يرى نفسه ملك إسرائيل الجديد.
إذن ما الحل؟
الحل في ما يقوله هذا الجنرال العجوز ممن أسهموا في إنشاء دولة إسرائيل قبل خمس وسبعين سنة في هذا السيناريو المتخيل والحوار الإفتراضي مع محرر وكالة أنباء مصر عصام العربي وأقول المتخيل والإفتراضي لكنه من واقع التشقق الحاصل في إسرائيل:
عصام العربي:سيدي الجنرال نحن الآن في حرب غزة ماذا تنصح أبناءك وأحفادك أن يفعلوا وأنت الذي شاركت في حرب الاستقلال عام ١٩٤٨ وحرب الأيام الستة في ١٩٦٧ وحرب الغفران ١٩٧٣ قبل أن تتقاعد؟.
الجنرال العجوز: يجيب الجنرال الإسرائيلي الذي ترهل جسده وابيضَّ ما بقي من شعره: اسمعني كيويس ياإبني يا إصام الأربي في كل الحروب الكبيرة التي خضناها ما عدا إلى حد ما حرب ١٩٧٣ مع الجيش المصري كان انتصارنا يعتمد على عاملين الأول عنصر المباغتة الذي مكننا من هزيمة العدو والثاني اعتمادنا بشكل أساسي على سلاح الجو لا على سلاح المدفعية والمواجهة المباشرة.
لذلك انتصرنا على جيوش عربية عدة وسيطرنا على أراض من أربع دول عربية فرضنا عليها وعلى سكانها الأمر الواقع بل وألحقنا تلك الأرض بالدولة رسمياً كالجولان وضمنياً كالضفة الغربية والقدس التي اعترف بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عاصمة أبدية لاسرائيل كما أردنا وأعلنا.
يقاطعه عصام العربي: لكن سيدي انتم الآن لا تحاربون جيوشاً بل فصائل من المخربين كما تسمونهم وعلى جبهة واحدة وليس أربع جبهات.
الجنرال العجوز: وهنا المشكلة يا اخبيبي إصام المأزق في النفق أو أقول الأنفاق فالمواجهة تجري وجهاً لوجه... حرب شوارع وأزقة وحارات لا يعرف تفاصيلها جنودنا وعلى العكس يعرفها ويتحصن فيها المخربون. أنفاق تمتد إلى ٦٠٠ كلم على شكل شبكة عنكبوتية لا يعرف جنودنا من أين يخرج لهم العدو.
عصام العربي: الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري أعلن أن الجيش اكتشف أربعة كيلومترات من الأنفاق.
الجنرال العجوز: يطلق ضحكة مُرة مستنكر 😂😂أربعة كيلومترات بعد أكثر من ثلاثة شهور من الحرب وماذا عن الـ ٥٥٦ كيلومتراً الباقية؟؟ كم يحتاج الجيش الإسرائيلي لتدميرها؟
عصام العربي: نتنياهو يقول إننا سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافنا وأولها القضاء على حماس وتحرير الرهائن.
الجنرال العجوز غاضباً: ماذا يقول هذا المجنون؟
ألا يتوقف عن الكذب؟
ألا يفكر في مصلحة الشعب والدولة بدل التفكير في مصلحته الشخصية؟
ألا يدرك أنه يقود إسرائيل إلى نهاية وجودها؟
فشل في الميدان
ومظاهرات في تل أبيب ضد استمرار الحرب وخلافات في الحكومة وخلافات في مجلس الحرب وخلافات مع وزير الدفاع ومع رئيس أركان الجيش وخلافات مع من يدعمنا بالسلاح وأولهم أمريكا ومع من يؤيدنا.
نحن من يتفكك يا سيد إصام... ألم تسمع بالوثيقة التي وقعها ١٨٩ من القادة العسكريين السابقين التي تطالب بإزاحة نتنياهو وبانتقاده رئيس الأركان الذي أمر بتشكيل لجنة تحقيق في زلزال ٧ أكتوبر الذي هز جيش واستخبارات وأمن الدولة؟
هنا جوهر المسألة لقد جر نتنياهو الدولة إلى مستنقع لن تخرج منه. الطائرات المقاتلة تقصف كل ما في غزة بشراً وحجراً أطفالاً ونساء ومدنيين ولم تعرض للصهاينة جثة مخرب واحد كما يطلقون ومعها تقصف القانون الدولي وسمعتها التي بنتها طيلة ٧٥ سنة بأننا الدولة الحضارية الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
الجنرال العجوز: سيدي دعني اقولها لك احسن حد يريد نتنياهو تهجير سكان غزة فإذا به يهجر الإسرائيليين من الشمال المحاذي للبنان ومن الجنوب المحاذي لغزة ومن إسرائيل إلى قبرص واليونان وبقية أوروبا. هل سمعت عن عدد الذين هاجروا من البلاد منذ السابع من أكتوبر؟
يقال إنهم بمئات الآلاف.
إن نتنياهو يبحث عن مكان لتهجير الفلسطينيين من غزة وتالياً الضفة الغربية، إلى رواندا وأوغندا مثلاً، لكن هؤلاء رغم القتل والتجويع والترويع متمسكون بأرضهم.
لا يريدون مغادرتها.
عصام العربي: سيدي نعود إلى السؤال الأول.. بماذا تنصح أبناءك وأحفادك الآن؟
الجنرال العجوز: أقول لهم... احزموا حقائبكم وعودوا من حيث أتيتم... فقد ثبت أن هذه الأرض ليست لنا وكل ما قالوه منذ هرتزل وبداية المشروع الصهيوني ما هو إلا كذبة كبيرة شارفت على نهايتها وقد بدأت النهاية. أقول: ارحلوا..ارحلوا!!