الكاتب شريف زيد يكتب .. هذه شهادتي في بلاد العم سام
في محاوله لتحطيم الصورة النمطية التقليدية والتي تم تصديرها للمجتمعات العربية من خلال السينما الأمريكية أو عبر مقيمين عادو لأوطانهم لينقلو تجربه سيئة بدورها عكست صور غير محايدة للحياة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأظهرت المواطن الأمريكي البسيط في صورة العدو المغتصب، استنادًا للكراهية المتوارثة لمواقف أمريكا السياسية الداعمه للصهيونية ومناصرتها للحكومات الدكتاتورية، دون التركيز على البعد الإنساني للثقافة الأمريكية، وإغفال العديد من الجوانب الإنسانية.
فهناك الأمريكي المتدين المضياف المتواضع الذي يدعم أبنائه وطلابه ويقدس الحياة العائلية ويساعد الآخرين ويحترم سيادة القانون ويعتني بالحيوانات والطيور والأشجار ويحرص علي النظافة والنظام، ويحافظ علي الممتلكات العامة، ويدعم حقوق الإنسان وينبذ العنصرية.
رحاله في بلاد العم سام، تعرض للأقليات المهاجرة وتشرذمها وانغلاقهم على أنفسهم، وابتعادهم عن المشاركة السياسية رغم تبوأ معظمهم مراكز علمية مرموقه في الجامعات ومراكز الأبحاث، ولكن في المقابل يعيشون على هامش المجتمع الأمريكي بعيدين عن معترك الحياة ولا يواكبون الحضارة.
وهناك المتأمركون خاصة من المهاجرين العرب الذين انخرطو في المجتمع الأمريكي، واكتسبو العادات السلبية وفقدوا قيمتهم الحقيقيه وهويتهم الأصلية، لا هم لحقوا بركب المجتمع الأمريكي، ولا حافظوا على بقية كرامتهم.
أيضًا الكتاب تعرض لمجتمعات الفقر والأدمان والجريمة والدجل والشعوذة وتعدد الأديان، والصراع الطبقي والهيمنة الرأسمالية، والسياسة وازدواجيتها.
كما نقد الكتاب التمييز العنصري ضد أصحاب البشرة السمراء، واضطهاد السكان الأصليين وقبائل الأميش والتي تعيش في معزل عن العالم بعيدون عن ركب التقدم.
كتاب رحالة في بلاد العم سام، وصف قارة واسعة متنوعة الثقافات، فيها المسارح والمكتبات وهولييود والأوبرا ووكالة ناسا، وأشهر الجامعات هارفرد وكمبردج، فيها نييورك سيتي عاصمة الإقتصاد الأولى، وواشنطن مركز اتخاذ القرارات وكاليفورنيا وفلوريدا وبوسطن وus army بعبع العالم، فيها من المتناقضات مالم يمكن احصاؤه.
رحالة في بلاد العم سام، شرح الطرق القانونية السليمة لدخول أمريكا، واللجوء الإنساني والسياسي ولاعتبارات دينية، ونقل الصراع بين أكبر حزبين في أمريكا الديمقراطي والجمهوري، وفضائح الرؤساء.
وكشف أحداث سبتمبر وتنبؤات العرافين، خاصة المعجزة البلغارية العمياء بابا فانجا الملقبة بالقديسة ورغم وفاتها عام 2000، إلا إنها سجلت توقعاتها حتي عام 2030، وأشهر تنبؤتها إعصار تسونامي الذي ضرب اليابان عام 2004، وضرب برجي التجارة العالمي بكل تفاصيله، ووصول ترامب للحكم وفيروس قاتل فتاك بدايته 2019 ويستمر لسنوات، إضافة إلى انقسام العقائد وظهور العملات الحمراء بين البشر وسقوط أوروبا ونهاية أمريكا
الكتاب ربط الأحداث بعضها ببعض ثم سردها بلغة الحكايه البسيطة المعبرة عن الحياة في أمريكا، رحالة في بلاد العم سام هو الوجه الآخر لأمريكا فيه البعد الاجتماعي والإنساني للثقافة الأمريكية والتقاليد والسلوكيات والتجليات الحضارية والإنجازات.
ويعتبر روشتة لكل الراغبين في الهجرة وترك الأوطان والجري وراء الحلم الأمريكي، حيث يتحدث عن حقوق المواطن واحترام الأوطان والتفاني والإخلاص ورقي الأخلاق وسموها، يتحدث عن مسلمين بلا إسلام، فولاية انديانا تحرم لعب القمار على أراضيها رغم أنها في دولة غير إسلامية، وتذبح الأبقار على الطريقة الشرعية.
كما ناقش حرية الأفراد على اختلاف توجهاتهم سواء كانوا مواطنين عاديين أو فئة المجتمع من مغايري الهوية الجنسية والمثليين والمتحولين جنسيًا حتي الشواذ مالهم وما عليهم هي من المقدسات في القانون الأمريكي، حقوق والتزامات لاتقبل المساومة.
رحالة في بلاد العم سام، شرح بحيادية كيف تكونت الرأسمالية الأمريكية وتحول الدولار من عملة عادية
ليصبح سيد العملات ةكيف نجحت الولايات المتحدة بطموحها في السيطرة على الإقتصاد العالمي بعد انهيار أوروبا.
رحالة في بلاد العم سام، رحلة ممتعة في أرجاء الولايات المتحدة بعين خبيرة نافذة، لا ترى ظاهر الأمور بل تتعمق في المجتمع لتعطي صورة متكاملة لشعوب عديدة تعيش على أرض واحدة.